ما حقيقة مشاعر الأم التي تنظر فجأة إلى أطفالها فتجدهم لم يعودوا أطفالاً؟.. هل تغمرها الدهشة وتملأ قلبها الفرحة أم يصيبها القلق والتوتر؟ بالطبع تعلم الأم أن ابنها سيكبر ويذهب إلى المدرسة ويعود منها إلى المنزل وعلى وجهه وملابسه آثار الشجار مع زملائه في الفصل، أما ابنتها فتكون مشغولة بحب نجوم السينما وابطال الرياضة ومنهمكة بتعليق صورهم على جدران حجرة نومها.
في إحدى المجلات الأمريكية وجهت الكاتبة الصحفية كاترين جونسون إلى الأمهات السؤال: ما الذي يجب أن تقوله كل أم لبناتها؟.. ومن بين الإجابات التي وردت إلى المحررة ونشرتها المجلة إجابة الأم فيليبس ماكجيلن التي تبدأ كلامها بالإشارة إلى أن كل حظر تفرضه الأم على بناتها أو أبنائها يجب أن تسبقه مناقشة بينها وبينهم وإلى ضرورة أن تتسلح الأم بالحب والإدراك السليم في مواجهة أية مشكلة تواجه ابنها أو ابنتها خارج المنزل.
في مرحلة الطفولة تتدخل الأم في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بأطفالها، لكن عندما يكبر أطفالها يتغير كل شيء، فعندما تصل الطفلة إلى مرحلة المراهقة الخطرة يكون على الأم أن ترعى ابنتها التي تشعر بالقلق للتغييرات التي تحدث في جسدها، وأن تكون الأم على معرفة جيدة بما يجب عليها قوله لابنتها حول جسدها والحفاظ عليه وحول الزواج والحمل والولادة وكذلك حول الصواب والخطأ في العلاقة بين الولد والبنت.
تقول الأم فيليبس في رسالتها التي بعثت بها الى محررة المجلة التي تعنى بشؤون المرأة والأم ان الضمير هو أكبر ملجأ يحمي الإنسان ويقود خطواته إلى الخير، ولذلك فعلى كل أم أن تثير في ابنتها احترام القوانين الأخلاقية والأعراف الاجتماعية ووصايا الجدات، وأن توضح لها بجلاء الأسباب الخافية وراء الشيء المحرم من وجهة نظر الدين والأخلاق والعرف الاجتماعي.
وتؤكد فيليبس على ضرورة أن تكون الأم العون لابنتها التي تتحسس طريقها في مرحلة المراهقة الخطرة وأن تجد لديها الإجابة الواضحة غير الملتبسة خاصة عندما تنهاها عن فعل شيء، كما يجب على الأم في حديثها إلى ابنتها عن الحب والزواج والجنس الا تدخل في ذهنها أن الحب شيء معيب وأن تؤكد عليها أن الجنس، في إطاره الشرعي الذي يبيحه الدين وقوانين المجتمع، يعد نعمة من نعم الله.
وتضيف الأم فيليبس بأنها تقول لابنتها ان الحب أو الجنس ليسا مجرد مسألة بيولوجية محضة بل هما التعبير الفسيولوجي للعاطفة والحب والتواصل.. فإذا لم تكن موجودة فهو فعل حيواني لا أكثر.