اللعب مع المتشددين

TT

قبول استقالة وزير الثقافة الايراني عطاء الله مهاجراني تمثل ضربة ساحقة لسياسات الرئيس محمد خاتمي الاصلاحية. واذا كان الرئيس خاتمي يعتقد ان الانحناء لعاصفة المتشددين سيكون طريقا سهلا ويمكن المرور فيه مع كل ازمة، فهو يقع في خطأ فادح. فهؤلاء المتشددون كلما حصلوا على ما يعتقدونه مكسبا، تحولوا للبحث عن مكسب آخر. وكلما ازاحوا شخصية اصلاحية واعطى لهم الرئيس خاتمي الفرصة تحت حجج تكتيكية صغيفة طالبوا برؤوس اخرى.

عطاء الله مهاجراني شخصية انفتاحية لعبت دورا هاما من تعزيز الحريات وخاصة حرية الصحافة، واسهمت في تخفيف التورمات والتشنجات التي يعيشها المجتمع الايراني بسبب سياسات التشدد التي يمارسها اليمين المعادي للحريات وللانفتاح، واذا شعرت شخصية بحجم مهاجراني انه يمكن التضحية به وقبول استقالته بكل بساطة، فان اسفينا مهما سيدق في نعش الاصلاح في ايران.

تهمة السيد مهاجراني جاهزة، وهي تهمة معلبة ومتوافرة دائما فوق رفوف بقالات ودكاكين المحافظين ويمكن استخدامها حتى بعد انتهاء صلاحيتها، والتهمة هي «لم يعمل جاهدا لنشر الاسلام». وحتى لو استنفدت هذه التهمة فان تهما جديدة جاهزة عنوانها الرئيسي العبارات الغامضة وادعاء الدفاع عن الدين.

المتشددين في كل زمان ومكان، وفي كل الاديان والثقافات والمعتقدات، يمتلكون برنامجا جاهزا لاقصاء الخصوم، والغاء الرأي الآخر واجتثاثه من جذوره، ولذلك فان اللعب مع هؤلاء المتشددون على ملعبهم وضمن قوانين لعبتهم، هي لعبة خطرة ضحاياها الجميع دون استثناء. وايران ليست استثناء من هذه القاعدة.