سترو في مهمة صعبة

TT

وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، الذي يبدأ زيارة رسمية الى ايران، ليس شخصا غريبا على طهران، اذ تعتبر هذه زيارته الرابعة للعاصمة الايرانية منذ ان كلفه رئيس الحكومة توني بلير بتولي وزارة الخارجية.

وكان سترو قد كسر قاعدة غير مكتوبة لم يزر بموجبها أي من اعضاء الحكومة البارزين طهران منذ سيطرة رجال الدين على السلطة هناك عام 1979. فقد كانت الزيارة في حد ذاتها كافية لتبديد بعض التوتر الذي شاب العلاقات بين لندن وطهران على مدى قرابة عقدين.

زيارات سترو السابقة الى طهران ارتبطت بمساعي الحكومة البريطانية لكسب تأييد ايران للتدخل العسكري الاميركي ـ البريطاني في افغانستان والحرب الاخيرة في العراق.

بكل المقاييس حقق سترو نجاحا واضحا في مهامه ذات الصلة بايران، فقد لعبت طهران «دورا مفيدا للغاية» في مساعدة التحالف الانجلو ـاميركي للتخلص من نظام طالبان السابق، كما «تعاونت بصورة ايجابية» في إطاحة نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

إلا ان زيارة سترو لإيران هذه المرة تتعلق بإيران نفسها. فوزير الخارجية البريطاني ربما يرغب في تقييم الاوضاع في ايران بنفسه، والوقوف على حجم حركة المعارضة الايرانية التي تلقت مسبقا تأييدا من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. ومن المحتمل كذلك ان يحاول سترو إقناع القادة الايرانيين بالتوقيع على عدد من البروتوكولات بغرض فتح البرنامج النووي الايراني لعمليات تفتيش اكثر تشددا وصرامة.

الأمر المؤكد هو ان ايران تمر في الوقت الراهن بمرحلة حاسمة في تطورها السياسي باتجاه مجتمع اكثر انفتاحا، إلا ان السؤال يتركز حول امكانية الوصول الى نهاية هذه المرحلة دون عنف او نزيف دم.

قوبلت زيارة سترو بانتقادات من الصقور داخل كل من الحكومة البريطانية والادارة الاميركية، اذ يصر هؤلاء على ضرورة ان تكون ايران الهدف المقبل لـ«تغيير النظام». ربما يكون سترو قد كلف بمهمة صعبة تتمثل في إقناع القادة الايرانيين بأن الخطر الذي يتهدد نظامهم جدي وان عليهم ان يكونوا اكثر واقعية في التعامل مع تحديات السياسة الداخلية او الخارجية التي تواجهها بلادهم راهنا.