ألف ليلة وليلة

TT

مسلسل «وجه القمر» الذي تقوم الفنانة فاتن حمامة ببطولته، يذكرني كثيراً بحكايات ألف ليلة وليلة، وبأبطال هذه الحكايات من أمثال علي بابا وعلاء الدين صاحب المصباح السحري والسندباد صاحب بساط الريح.

أحداث المسلسل ليست لها علاقة بالمنطق على الاطلاق.. فرجل يختفي خمسة وعشرين عاماً ثم يعود ليسترد بناته، لكن البنات لم يتمكن من التعرف عليه.. لماذا؟ السبب ببساطة هو انهن لا يملكن صورة فوتوغرافية واحدة لأبيهن.

الأعجب من ذلك ان البنات المهذبات لم يسألن أبيهن، بعد ان عرفن انه ما يزال على قيد الحياة، عن السبب في اختفائه طوال هذه المدة.. وهذا ان دل فانما يدل على ان البنات مؤدبات ومهذبات وحبوبات وتربيتهن «عالية» و«ما يحبوش يحشروا مناخيرهم في اللي ما لهومش فيه»! انها حكاية من حكايات الف ليلة مع اختلاف بسيط، هو عدم تعرض المؤلفة لحياة العالم السفلي، وعدم اقتحامها أسوار مملكة الجان، ربما لأسباب رقابية.. ولو انني أرى ان الملك «شهبور» او وزيره «شمروخش» او قائد شرطته اللواء ركن «شهتور»، كانوا قادرين على حل مشاكل كل الأبطال في لمح البصر.. وخصوصاً البطل العائد من بلاد الغربة الذي كان سيجد الحل المناسب لو تمكن من الحصول على طاقية الاخفاء. أما بساط الريح «ابو الجناحين» فقد كان الحل الأمثل للزوج الثاني حيث يمكنه اصطحاب عائلته معه بدون علم أحد والى أي مكان يحب، بعيداً عن الحاضر وقلقه، وبعيداً عن الماضي وخطاياه التي تتمثل في الاتجار بالسلاح اثناء اندلاع الحرب الأهلية في لبنان.. وان كانت المؤلفة لا ترى في ذلك ما يدعو الى تعذيب الضمير. «وجه القمر» مأساة مضحكة مبكية في آن واحد.