عن الحب وسنينه!

TT

كتبت أمس عن تدخل المحاكم الشرعية لإنصاف الفتيات من جور بعض الآباء .. وأود أن أضيف أن لجوء الفتيات إلى المحاكم ليست ظاهرة عامة بل هي حالات استثنائية .. فالمجتمع السعودي ما زال بخير وما زالت الأسرة السعودية متماسكة يحنو فيها الكبير على الصغير، ويحترم الصغير الكبير، وقلت انني تعرضت لمواقف قاسية لدفاعي عن حقوق المرأة عموماً ووقوفي بجانب قضاياها.

وقد رأيت أن أواصل حديثي عن المرأة في الجانب العاطفي من حياتها .. وهو جانب هام وحيوي ولا تستغني عنه المرأة منذ الصغر إلى آخر العمر .. بل ان أحدث الأبحاث تقول ان المرأة تحتاج إلى الحب أكثر عندما يتقدم بها العمر .. والجانب العاطفي أو الحب هو الشعلة المضيئة في حياة أي إنسان .. رجل أو امرأة .. فكم تصبح الحياة جافة وباردة بلا هذه المشاعل التي تضيء الحياة وتدفع الدفء في أوصالها.

وقد شجعني على هذا الحديث ما كتبته الزميلة سوسن الأبطح في «الشرق الأوسط» في 17 يونيو (حزيران) تحت عنوان «دروس في الحب» وهو عنوان كان كفيلاً بالإطاحة بها لو نشر منذ عشر سنوات فقط .. وقد اقتحمت الأسوار منذ عشرين عاماً مطالباً بتدريس الحب مثلما تدرس قواعد اللغة ونظريات «اقليدس» و«فيثاغورث» و«اينشتن»، فالحب في حياتنا ليس أقل أهمية من نظريات الجبر والهندسة وفقه اللغة .. ذلك أن الحب هو العامل المشترك الأكبر الذي يجمع الناس .. ويجعل حياتهم محتملة .. ويشيع البهجة في القلوب .. ويقارب بين الناس ليتعارفوا .. ويتحابوا .. ويتزوجوا .. وينجبوا ويعمروا الأرض.

وما كتبته الزميلة سوسن الأبطح بشمول وفهم وإدراك عميق لأهمية الحب أسعدني، فقد ظللت أكثر من عشرين سنة أنادي به .. وأكثر من عشرين سنة أحارب (بكسر الراء) وأحارب (بفتحها) من أجله.

من غير الحب ليس هناك شعر ولا موسيقى ولا غناء ولا فن من أي نوع .. ولولا حب «قيس وليلى» و«كثير وعزة» و«روميو وجوليت» لما قرأنا أجمل وأرق أشعار الغزل .. ولما سمعنا عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ و محمد عبده وفيروز وغيرهم وغيرهن.

وكما يقول الشاعر «كيتس»: إذا خرجت من الدنيا بلا قصة حب خرجت خاوي اليدين.

والحب في عقول بعض الناس قلة أدب وخفة عقل وطيش وعبط .. ولا بد أن الإيطاليين عديمو التربية ومعدومو العقل ومتخلفون .. فقد ذكرت الزميلة سوسن أنهم يدرسون الحب في المدارس والجامعات .. وبهذا المقياس عليه العوض في الطلاينة.

[email protected]