الشعراء في إخوانياتهم

TT

الشاعر والأديب البحريني تقي محمد البحارنة، معروف باعتزازه بأصدقائه وكرمه ولطف معشره، وكثيراً ما تدفق ذلك في أشعاره الاخوانية التي وجدت طائفة طريفة منها في ديوانه الأخير «في خاطري يبكي الحنين»، كان من ذلك المساجلة الظريفة التي جرت له مع صديقيه عبد الرحمن رفيع وحسن كمال، وكان صديقنا عبد الرحمن رفيع قد نفس عن نفسه النزقة بأربعة أبيات قال فيها:

أعرني السمع مسترقاً

وخذ كلما وقل: صدقا

كماء القطر منسكباً

نمير يطفئ الحرقا

لقد جربته حقباً

وذقت نعيمه دهقا

وعدت مردداً أبداً:

ألذّ الحب ما سُرقا

قرأ هذه الأبيات التي نشرتها جريدة «الأيام» الشاعر حسن كمال، فأجازها قائلا:

كزهر الروض إن عبقا

وعود الند محترقا

هو الحب الذي يأتي

كنور الفجر مؤتلقا

خبرت الحب ألوانا

وجبت بفنه الطرقا

فكان كثير ترديدي

«ألذ الحب ما سُرقا»

وهنا وبعد كل ذلك، انبرى صديقنا تقي محمد البحارنة فأكمل المساجلة الاخوانية بهذه الأبيات:

ألذ الحب ما حرقا

وأحلى الوصل ما سرقا

كعود الند قلب الصب

يزكو كلما احترقا

وبحر العشق لا يغشاه

من يسترهب الغرقا

اذا لاح الحبيب له

تصبب وجهه عرقا

لقد جربت ادناه

فرفرف خافقي فرقا

وطارقه رمى جفني

بالتسهيد إذ طرقا

وناعسه تسبّى مهجتي

بالشوق إذ رمقا

وضاع النطق اذ أغضى

حياء، كيف لو نطقا

فوجه شمسه طلعت

وخد لامس الشفقا

وثغر يقطف الأزهار

أو يرمي بها نزقا

يكذب حبه قلب

كتوم ليته صدقا

www.kishtainiat.com