الأعمار بيد الله!

TT

تظهر من وقت لآخر في الغرب نظريات علمية ينظر إليها المسلم بكثير من الشك والريبة وربما بالاستنكار، ومن هذه النظريات تلك التي تتخذ من عمر الإنسان موضوعاً لها، في الوقت الذي ينظر فيه المسلم إلى عمر الإنسان من منطلق الأعمار بيد الله وحده وبأنه إذا ما وافى الأجل إنساناً ما لا يملك المسلم إلا أن يسلم بقضاء الله قائلاً: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

نشرت مجلة «ايفري بودي» الامريكية مؤخراً تقريراً حول نظرية علمية تقول إن الإحصاءات تشير إلى أن عمر الإنسان يتناسب طردياً مع ما يكسبه من مال وما يصل إليه من مركز اجتماعي، أي أن متوسط عمر الرجل الفقير أقل من متوسط عمر الرجل الغني، وعليه يجب على الإنسان الذي يحب الحياة ويريد العيش طويلاً أن يختار لنفسه العمل الذي يدر عليه الربح الوفير والوظيفة المستقرة التي تحقق له الترقي والمكانة الاجتماعية العالية.

يفيد التقرير العلمي بأن الذي يكسب عيشه بالعمل اليدوي كعامل البناء أو النجار أو عامل المطبعة يتمتع بعمر أطول من أولئك الوجهاء الجالسين إلى مكاتبهم في حجرات مكيفة وكل وسائل الرفاهية متاحة ومتوفرة وفي متناولهم، أما أفضل الأعمال اليدوية التي تمنح صاحبها العمر الطويل بالرغم من الجهد المبذول فيها فهي الفلاحة، وكذلك فإن العامل الزراعي هو الاستثناء الوحيد من العمل الشاق الذي يقصر العمر.

يوضح التقرير أنه ليس من الصحيح أن ضابط الجيش أقصر عمراً بسبب تعرضه للأخطار، وتدل الإحصاءات على أن ضباط الطيران يقل متوسط أعمارهم عن بقية ضباط الجيش بنحو اثنتي عشرة سنة، كما يبين التقرير أن شركات التأمين على الحياة لا تشعر بالسعادة عندما يتقدم إليها السياسيون بطلب التأمين على حياتهم، حيث أن الإحصاءات تشير إلى أن السياسة على غير الشائع لا تقصر عمر المشتغل بها.

أما في مجال الفن فإن الشعراء هم أقصر الفنانين عمراً، لأن نسبة ما يعانون من توتر تصل إلى أعلى نسبة، كذلك دلت الإحصاءات على أن نيوزيلندا هي الأولى من حيث طول أعمار الناس بها، وبعدها تأتي كندا ثم دول العالم الثالث.

هذه النظرية العلمية المشكوك في امرها وصحتها التي نشرت بمجلة «ايفري بودي» الأمريكية بنيت على إحصاءات تذكر بعلامة الاستفهام الكبيرة حول ما يثار من وقت لآخر من أن الثورة العلمية ربما يكون لها أثر في إطالة عمر الإنسان على كوكب الأرض.