هل الهواية مرض!

TT

هناك أشخاص نلتقي بهم في حياتنا من حين لآخر يعشقون جمع الأشياء التي ربما لا قيمة لها إلا في أنظار جامعيها فقط، وهؤلاء قد يحتفظون بفواتير شراء السلع لمجرد أنها تحتوي على تاريخ يمثل قيمة لهم أو يحتفظون بالزجاجات الفارغة والمصابيح الكهربائية المحترقة وعلب المياه الغازية وغير ذلك من الأشياء التي يلقيها الناس في الزبالة.

هؤلاء المصابون بداء جمع الأشياء والاحتفاظ بها يشعرون أن لها قيمة عالية وأنهم سيحتاجون إليها في يوم ما. فعلى سبيل المثال قد نجد شخصاً يهوى جمع الصحف القديمة معتقداً أنه ربما سيستخدمها في يوم من الأيام على الرغم من أن الانترنت اليوم لم تدع مجالاً لإبقاء أية أوراق تحمل أخباراً أو مقالات وصوراً، فكلها متاحة طول الوقت على شبكة الانترنت.

وفي لوس أنجليس في الولايات المتحدة وجدوا سيدة تهوى جمع الحيوانات المنزلية الأليفة، لمجرد الجمع فقط وليس للاعتناء بها ورعايتها، وقام الجيران بإبلاغ جمعية الرفق بالحيوان بما يجري بمنزل السيدة بعد معرفتهم بحالة الإعياء التي وصلت إليها معظم الحيوانات التي لديها.. وعندما اقتحم أفراد من جمعية الرفق بالحيوان برفقة رجال الشرطة منزل السيدة اكتشفوا موت بعض الحيوانات إضافة إلى ان ستمائة حيوان كانت في حالة إعياء شديد.

في رأي الخبراء النفسيين أن ظاهرة جمع الأشياء التي لا قيمة لها والاحتفاظ بها تمثل ظاهرة نفسية تستوجب العلاج النفسي، وهي أيضاً ظاهرة تمثل خطورة صحية وأمنية على جامع الأشياء غير ذات القيمة، لأنه من الممكن أن تنشب النار في تلك الأشياء محدثة ضرراً فادحاً. كما أن هذه الأشياء قد تسبب ضرراً اجتماعياً، وما يؤكد ذلك أن هناك نسبة من حالات الطلاق في الولايات المتحدة سببها أن أحد الطرفين يهوى جمع الأشياء التي لا قيمة لها ويصبح من المتعذر على الطرف الآخر العيش والتأقلم معه.

المعروف أن المصابين بداء جمع الأشياء التي لا قيمة لها يصعب علاجهم لأنهم في الغالب لا يستطيعون تعديل سلوكهم أو الاستغناء عن تلك الأشياء التي يرون فيها جزءاً من شخصياتهم وذكرياتهم، ومع ذلك فإنه من المهم معالجة هؤلاء باعتبارهم مرضى نفسيين.

هذا هو رأي العلماء.. ولكني لا اعتقد أن الذين يجمعون علب الكبريت أو أوراق الصحف أو حتى المسامير مرضى.. إنها هواية ترضي رغبات دفينة في نفوسهم.. يجب ألا نضع الناس جميعاً في مستشفى الأمراض النفسية.. فكل منا له هواية ومهما بدت غريبة فهو حر فيها.