أحداث كويتا الطائفية

TT

احداث مسجد كويتا في باكستان وطابعها الطائفي الذي وصل الى درجة الاعتداء على بيوت الله يؤكد ان الطريق ما زال طويلاً امام جمهور المسلمين لاعادة فهم انفسهم، واعادة قراءة تعاليم دينهم بعيداً عن العصبية والفتاوى المعلبة والمتفيقهين وأنصاف المتعلمين الذين يدعون المعرفة بالعلم الشرعي ويدفعون شباب المسلمين الى المآسي.

لابد ان يفهم الناس ان الاسلام ليس حرباً على الآخرين، ولابد ان يفهم جمهور المسلمين ضرورة احترام كل العقائد، وعدم الاعتداء على الاخرين إلا في حالة الدفاع عن النفس، وعليهم ان يعلموا انه اذا انفتحت ابواب الحرب الطائفية بين المسلمين انفسهم، فان ذلك يعني عملية انتحار جماعي في دول اسلامية متعددة المذاهب.

باكستان دولة فقيرة لديها مشاكل مع جارتها الكبيرة، الهند، ولديها مشكلة مع جارتها الاخرى افغانستان، فاذا اضيف الى ذلك اقتتال اهلي طائفي فان ذلك سيكون عنواناً للجنون والتخلف، وسيزيد البلاد فقراً فوق فقرها، وجهلا فوق جهلها.

كثير من الحكومات وكثير من المؤسسات والمفكرين المتنورين والدعاة تركوا ساحة الوعظ الاسلامي للجهلة والغلاة فراحوا يطرحون فكراً خارجياً تكفيرياً، ويدفعون الشباب الى كره انفسهم واوطانهم والإقدام على قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وترك جامعاتهم ودفء بيوتهم تحت حجة جهاد مزعوم، كان ضحيته دائما مسلمين ابرياء.

فتشوا في هذه المكتبات المنتشرة في كل زاوية فستجدون كماً هائلاً من الفكر المتطرف والطائفي وفكر التكفير. فتشوا عن الذين يفترض انهم يرشدون الناس في المساجد. افحصوا شهاداتهم وتحصيلهم الشرعي فستجدون العجب العجاب، وتابعوا بعين فاحصة ما يطرح في بعض المدارس للاطفال والمراهقين، فربما تجدون ان هناك ماكينة اعلامية تقوم بطرح الفكر الخارجي والشاذ على شباب في عمر الزهور، فتقوم هذه الماكينة بتفريغ فكر ارهابي يمتد خطره الى الجميع.

الاحداث الطائفية في كويتا الباكستانية هي نموذج واحد على خطورة ترك الساحة الاسلامية دون توجيه، ودون تثقيف باهمية التسامح وخطورة التعصب وضرورة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.