نزهة أفريقية متعددة الأهداف

TT

في خمسة ايام سيزور الرئيس الاميركي جورج بوش خمسا من دول القارة الافريقية الخمسين. الرحلة معدة منذ زمن لتناسب بدايات الحملة الانتخابية الرئاسية التي يرشح بوش نفسه فيها لفترة جديدة. لكن الجولة تصادف ايضاً تعثرا دمويا للوجود الاميركي في العراق بزيادة عدد التوابيت العائدة لاميركا، ويرافقها تصلب تقليدي في اسرائيل تجاه تنفيذ «خريطة الطريق»، وهناك اتهامات سياسية في واشنطن حول مصداقية الرئيس في شأن ادعاءات مخاطر النظام العراقي السابق. يطمح الرئيس في انجازات سياسية، او بالاحرى اعلامية مصورة، تساعده على استمالة الناخبين السود في الولايات المتحدة، الذين يميلون تقليدياً للحزب الديمقراطي المعارض وتزداد اهمية اصواتهم. ويرجو الرئيس ان تتمكن ادارته من استغلال الفترة القادمة في حل مشاكل التورط العسكري والسياسي في العراق، وبالتالي توفير بداية حسنة للحملة الانتخابية تحت شعارات: تأمين العراق على طريق الديمقراطية، محاربة الديكتاتوريات، انجاز السلام في الشرق الاوسط، مكافحة الفقر والايدز في افريقيا، وارسال قوات المارينز (15 الف جندي) لدعم السلام في ليبيريا، هذا طبعاً من دون نسيان حملة مكافحة الارهاب. وعلى الارجح فان الرئيس الاميركي لن يشعر بالموقف الرسمي والشعبي الافريقي المعارض للسياسة الاميركية، سياسة المدافع والشيكات. اذ هناك احتجاجات منظمة من الجامعات والاكاديميين الافارقة، كما ان الاب الروحي لافريقيا، نيلسون مانديلا، غادر جنوب افريقيا، بطريقة ذات مغزى، فهل تصل الرسالة؟ القارة بحاجة لحلول ولدبلوماسية مختلفة، ولكنها بحاجة ايضاً للدعم وللتفهم الاميركي في مجابهة الايدز، عبر تخفيف سعر الدواء الغربي الصنع، وبحاجة لتطوير قدراتها في تأمين التغذية الذاتية، وليس تلقي الدعم كقمح وحبوب معالجة وراثياً والتي تهدد بتدمير بقايا الزراعة التقليدية. حفنة من ملايين الدولارات، ونزهة سريعة سيذهب معظم وقتها في التنقل بين البلدان، لن تحل المعضلات القائمة، وعدم ظهور نتائج ايجابية سريعة للجولة، قد يضيف حفرة اخرى في طريق الرئيس الانتخابي. كل يوم يمر تجاه الانتخابات، يتطلب عملياً اظهار نتائج ايجابية، لكن الامور على الارض ليست كذلك حتى الآن.