تختلف القوانين من حيث التشدد أو التساهل في بلاد العالم باختلاف طبيعة الشعوب وقيمها وأعرافها وعاداتها، فعلى سبيل المثال يتشدد قانون المرور في بلد مثل بريطانيا أو فرنسا من حيث ضرورة ارتداء قائد الدراجة النارية الخوذة فوق رأسه لتحميه وتقيه خطر صدمة شديدة به أو اصطدام برصيف الشارع إذا وقع له حادث أثناء قيادته في الطريق.
من ناحية أخرى قد لا يتشدد قانون المرور في إنجلترا أو فرنسا مع قائد الدراجة النارية كثيراً إذا كان يقود دراجته عارياً تماماً إلا من لباس البحر.. وعلى العكس من ذلك قانون المرور في إحدى دول الشرق الذي ينسى تشدده تماماً إزاء ارتداء قائد الدراجة النارية للخوذة وتشدد كثيراً إذا حدث وكان قائد الدراجة مرتدياً لباس البحر.
في الصيف الماضي وعلى أثر موجة حر شديدة ترك أحد قائدي الدراجات النارية في مدينة برايتون الساحلية في جنوب لندن دراجته على الشاطئ وخلع ملابسه ونزل البحر للاستحمام، وعند خروجه اكتشف سرقة ملابسه التي تركها فوق دراجته، لم يكن أمام قائد الدراجة النارية إلا أن يقود الدراجة بسرعة تزيد عن مائة كيلومتر في الساعة وهو في لباس البحر متجهاً إلى منزله.
وبعد لحظات من قيادته دراجته وهو في لباس البحر كانت أكثر من دراجة نارية تتبع جهاز الشرطة تتحرك خلفه وفي اتجاهه وبالطبع كان قائد الدراجة يزيد من سرعته حتى لا يمكن لرجال الشرطة الذين يطاردونه من فوق دراجاتهم من إيقافه، فقد أدرك أنه بارتدائه زي لباس البحر سيكون عرضة للمحاكمة. في نهاية الأمر تمكن رجال الشرطة منه وألقوا القبض عليه، ولدهشته كانت التهمة الموجهة ضده أنه كان يقود دراجته دون أن يضع الخوذة فوق رأسه كما يقضي بذلك قانون المرور.
بعد أسابيع وقف قائد الدراجة المتهم أمام القاضي ليحكم عليه بغرامة مائة جنيه إسترليني كعقاب لمخالفته قانون المرور الذي يقضي بضرورة ارتداء قائد الدراجة للخوذة، أما كون قائد الدراجة يقود دراجته عارياً تماماً إلا من مايوه صغير يكاد يستر عورته فإن القاضي لم يجد في هذا ما يخالف القانون.