«شهاب 3» تكرار الأخطاء!!

TT

كنا نعتقد ان القيادة الايرانية تعلمت الدروس، وانها وصلت الى سن النضج بعد تجربة سياسية طويلة، لكن يبدو ان هذا الاعتقاد ليس في محله، وان العقل الشرق اوسطي سيظل عقلا منفعلا لا فاعلا تغريه المظاهر عن الجواهر، ويطرب للجانب الاحتفالي في الحياة على حساب الحقائق والمصالح.

اسرائيل طورت اسلحة نووية، وهي تمتلك اسلحة متقدمة كثيرة، ومع ذلك يحظر على الصحافة الاسرائيلية، التي يفترض ان تكون في دولة ديمقراطية، نشر اي خبر يتعلق بالتسلح وتطوره، بينما فضحتنا القيادة الايرانية بحكاية صاروخ «شهاب 3»، وراحت القيادة الايرانية والمسؤولون والصحافة يتحدثون عن قدرة هذا السلاح على عبور البحر المتوسط، ولا ندري لماذا البحر المتوسط تحديدا؟! بل ان مرشد الجمهورية الايرانية يصف الامر باللحظة الاساسية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، في وقت وقعت فيه مصر والاردن اتفاقيات سلام مع اسرائيل، واعلنت الفصائل الفلسطينية، بما فيها «الجهاد» و«حماس» هدنة مع الاسرائيليين.

ايران تعرف جيدا ان موازين القوى ما زالت مختلة بشكل حاسم لصالح من يفترض ان يكونوا اعداء ايران. وايران تدرك انه اذا قررت القوى العظمى ايذاء الجمهورية الاسلامية فستكون قادرة على فعل ذلك مهما كانت التكلفة. وليس من مصلحة طهران اثارة الثعابين بهذه الطريقة الساذجة، ودفع اطراف دولية عديدة للتحالف ضد ايران بحجة صاروخ «شهاب 3».

لقد كانت صواريخ الظافر والقاهر في مصر مناسبة عظيمة لحصول اسرائيل على ترسانة اسلحة متقدمة من الولايات المتحدة رغم ان تلك الصواريخ كانت اسلحة نفسية اكثر مما هي اسلحة فعلية وهذا ما اثبتته حرب 1967. وكانت حكاية صواريخ العباس والحسين التي اثارها صدام بغباء شديد كافية لتحريك المجتمع الدولي والامم المتحدة لمواجهة «الخطر العظيم»، رغم ان ذلك الخطر اثبت انه عملية دعائية، وهذا ما اثبته سقوط نظام صدام بالطريقة التي سقط بها. ويبدو ان الايرانيين ليسوا استثناء من القاعدة الشرق اوسطية التي اثبتت قدرة فائقة على كسب الاعداء وخسارة الاصدقاء بكفاءة عالية.