هيلاري.. كسبت أم خسرت!

TT

من خلال موقع على الإنترنت باسم «أمازون» أدلى العديد من القراء، وغالبيتهم بالطبع من الأمريكيين، بآرائهم في كتاب «تاريخ حي» الذي كتبته السيناتور هيلاري كلينتون، السيدة الأمريكية الأولى السابقة بمساعدة كتاب مجهولين لم يشر الكتاب إليهم. واعتبر جانب كبير من القراء أن كتاب «تاريخ حي» للسيناتور هيلاري لا يخرج عن كونه وسيلة للتسلية وبالتالي فإنه لا يستحق الدولارات التي دفعت فيه.. وقراء آخرون قالوا انه كان لا بد أن تكتب السيناتور هيلاري مذكراتها في كتاب كسابقاتها من الشخصيات السياسية الهامة لكنها خسرت الكثير بسبب نشرها لمذكراتها ومن المتوقع أن تخسر المزيد.

يبدو من خلال قراءة الكتاب المكتوب بلغة سهلة ميسرة بالنسبة لكافة القراء على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم، أن السيناتور هيلاري قد كتبت بغرض جمع المزيد من المتعاطفين معها والمؤيدين لها. تقول هيلاري ان واحدا من أصعب قرارين اتخذتهما وقت أن كانت السيدة الأولى هو قرار بقائها إلى جوار زوجها الرئيس بيل كلينتون واستمرارها في علاقاتهما الزوجية بعد علمها بعلاقته العاطفية مع المتدربة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكي. وتضيف هيلاري أن ما ساعدها على اتخاذ هذا القرار والصفح عن بيل بعد الإحراج الذي سببه لها ولعائلتهما هو رؤيتها للزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا وهو يصفح عن العنصريين البيض بعد كل الإهانات التي وجهت له والعذابات التي تحملها على مدار 29 عاماً.

وقد أثار ما قالته هيلاري عن نيلسون مانديلا وكيف ساعدها صفحه عن العنصريين البيض على أن تصفح عن زوجها بيل كلينتون انتقادات كثيرة على صفحات الصحف الأمريكية وعلى موقع «أمازون» على شبكة الإنترنت، وقالوا: كيف يمكن أن تقارن هيلاري بين موقفها من خيانة زوجها المريض بداء مغازلة الفتيات والنساء وبين موقف زعيم تاريخي ورمز من رموز النضال في العالم؟

يبدو في الكتاب أنه بالرغم من الإحراج الذي تقول السيناتور هيلاري ان زوجها الرئيس السابق قد سببه لها بعد كذبه عليها وكذبه على العالم كله بشأن علاقته العاطفية بمونيكا لوينسكي، إلا أنها وهي المرأة الذكية المثقفة والطموحة كانت تعرف جيداً ما تفعل وتعرف جيداً طريقها إلى تحقيق ما تريد لسنواتها القادمة.

يعرف الأمريكيون أن زواج هيلاري من حاكم ولاية اركنسو الذي أصبح بعد ذلك رئيساً هو وسيلة اختارتها لكي تستمر في محاولاتها لمواصلة طموحاتها التي لا تنتهي. كما يعرف الأمريكيون أن هيلاري ليست كما تبدو في كتاب «تاريخ حي» من براءة وسذاجة وجهل بكل شيء حولها، فهي لم تستطع أن تفهم أنها تخاطب قراء قد عرفوها من قبل وأن كتابها بدلاً من أن يكون وسيلة لصالحها سيتحول إلى سلاح ضدها.