الأمم المتحدة: هل حان وقت التغيير..؟

TT

في اعقاب حرب العراق، ادعى معظم المحللين ان واحدة من خسائر الصراع كانت الامم المتحدة. وبعدما تمكن من تجاهل هذا الادعاء في الأشهر الثلاثة الماضية، فإن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اصبح يملك شجاعة كافية للاعتراف بالحقيقة الاساسية.

مثل هذا الاعتراف يضاف الى رصيد انان بالواقع. ولكنه يستحق المزيد من التقدير لانه وضع عدة افكار يمكن ان تقدم نواة برنامج لاصلاح الامم المتحدة وانقاذها من الانهيار.

وأهم هذه الافكار هي ان على الامم المتحدة «ذبح بعض من بقراتها المقدسة» والاعتراف بواقع العالم المعاصر. وواحدة من هذه الابقار المقدسة هي مفهوم «السيادة القومية» الذي ينص على حماية الدول الاعضاء في الامم المتحدة من التدخل الخارجي ما دامت تحترم القواعد الاساسية للحياة الدولية، على الاقل من حيث الشكل. ويعني ذلك في الواقع ان النظم الاستبدادية يمكنها قهر شعوبها بل ممارسة القتل الجماعي بدون تعريض انفسهم لتهديدات بالتدخل الخارجي. لقد كان ذلك هو المبدأ الذي استخدمه معظم الذين عارضوا الحرب ضد صدام لتبرير موقفهم.

ما يقترحه انان الان هو «حق تدخل» محدد وواضح بحيث يمكن فيما بعد وضع القوانين والاجراءات المحددة له فيما بعد.

والفكرة الاخرى التي طرحها انان، ويبدو انها حصلت على الدعم الفرنسي، هي تشكيل قوات خاصة تابعة للامم المتحدة لمراقبة انتشار اسلحة الدمار الشامل في الدول المارقة او غير المستقرة، والاهم من ذلك انتشارها لدى الجماعات الارهابية. ويرتبط بتلك الفكرة الاقتراح بتشكيل قوة خاصة لمراقبة انتهاكات حقوق الانسان عبر العالم والتدخل دبلوماسيا، واذا لزم الامر عسكريا، لانهاء تلك الانتهاكات.

غير ان تلك الافكار لا يمكن النظر اليها جديا اذا توفر شرطان; الاول هو اعادة النظر بطريقة اساسية في ميثاق الامم المتحدة وبنيتها، ولا سيما مجلس الامن، والثاني هو ضمان التأييد الاميركي. وفي الوقت الراهن، لا توجد اشارة على ان ايا من الشرطين يمكن تطبيقه قريبا. وبالرغم من ذلك، فمن الجيد ان انان فتح باب الحوار.