سمكرة القلب الكسير

TT

كل جراح القلب يمكن أن تندمل بما فيها جرح الحبيب، وإصلاح القلب الكسير ليس بالشيء المستحيل، فبعد إنهاء العلاقة العاطفية وانفراط حبات القلب وتحولها إلى قطع متناثرة من الممكن بالارادة والعزيمة الطويلة وضع قطع القلب المتناثرة تلك إلى جوار بعضها البعض ويعود القلب إلى سابق عهده.

يؤكد الطبيب النفسي الدكتور آلان كونيل أن الخطوات الأولى للتغلب على حزن القلب ووجعه الناجم عن انهيار علاقة حب هي تقبل الخسارة واستيعاب الحزن وتفهمه والتيقن من أن الحب شيء جميل بداخلنا خلقنا به.. وأن فشل علاقة حب لا يسلبنا حقنا في أن نحب من جديد.

النصيحة الشائعة للإنسان الذي فشل في علاقة حب هي أن يتوقف عن التفكير في الحبيب، لكن الخبراء والأطباء النفسيين لهم رأي مغاير إذ يؤكدون أن التفكير في هجر الحبيب شيء صحي ويساعد على الشفاء منه، وجاء رأيهم هذا بعد الدراسة التي أجريت على سبعين شاباً وشابة ومن خلالها اكتشف الدكتور دانيال واجنر، بجامعة هارفارد الأمريكية أن كبت الإنسان لمشاعره المؤلمة تجاه شريكه في علاقة الحب الفاشلة والمنتهية يمنعه من الاعتياد على فكرة انتهاء علاقة الحب، ولكن ليس معنى هذا أن يظل الإنسان في حالة من البكاء والنحيب طوال الوقت.

ينصح الدكتور دانيال واجنر، كل من فشل في علاقة حب أن يحاول الانشغال في نشاطات تملأ عليه وقته وأفكاره مثل التطوع لأداء عمل خيري أو الانخراط في لعبة رياضية أو الانغماس في تدوين المذكرات ومحاولة استخلاص الدروس من تجربة الحب الفاشلة واستشراف ما يجب أن يقوم به في المستقبل حتى يضيف إلى حياته معنى ويحقق سلام العقل. بالإضافة إلى ذلك التفكير في وسيلة للتفريج عن همه كالسفر إلى دولة كان يحلم بالسفر إليها أو كتعلم هواية جديدة أو كإحداث تغيير في نظام حياته الذي يسير على وتيرة واحدة.

ليس في استطاعة الإنسان أن يغير من طبيعته التي يولدها داخله الإحساس بفقدان شيء، ولكن في مقدور هذا الإنسان أن يكون على يقين بأن الشعور بالخسارة هو شعور طبيعي نتيجة للحياة التي نعيشها المليئة بالصراعات والمخاطر، وأن إصلاح القلب الكسير ممكن وأن الحياة مستمرة وسمكرة القلب الكسير ممكنة.. المهم نوع السمكرة.. أو نوع الحبيب الجديد.