تقرير وحيدوف

TT

يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقضي بقية عطلة نهاية العام في قراءة الواقع المعتم في الشيشان وذلك من خلال التقرير السري الذي أرسله له رمضان وحيدوف، الرجل الذي اختارته موسكو حاكما للشيشان.

وقد شكل وحيدوف «حكومته» في قرية «الخان يورت» وصورته موسكو كرمز للحكم الذاتي الشيشاني، غير ان المشكلة تكمن في انه ليس على استعداد لخيانة شعبه حسبما تأمل موسكو.

ويكشف التقرير المذكور، الذي تسربت أجزاء واسعة منه الى وسائل الإعلام العالمية، الواقع المظلم للحرب القذرة في الشيشان التي لم تعد محل اهتمام اخباري رغم ايقاعها لضحايا كل يوم.

يدين التقرير موسكو بسبب سياسة التعذيب المنظم والمذابح التي نفذتها القوات الروسية في الشيشان. وورد في التقرير أن الجنود الروس، الذين يرعبهم الخوف من المقاتلين الشيشان، كثيرا ما ينتقمون من السكان المدنيين العزل وغالبيتهم من النساء والأطفال.

ويحتوي التقرير المشار إليه إلى أدلة كافية يمكن ان تقود إلى عقد عشرات المحاكمات ضد الكثير من الأفراد بسبب ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

واثبت تقرير وحيدوف ان حرب الشيشان التي قال عنها بوتين قبل عام على الاقل انها انتهت بتحقيق قوات الحكومة الروسية «نصرا تاما»، لا تزال مشتعلة. فقد أعلنت موسكو الأسبوع الماضي شن عمليات عسكرية جديدة على ما يزيد على 250 من بلدات جمهورية الشيشان مما يدل على ان الجيش الروسي يفتقر لأي سيطرة كاملة على الأوضاع هناك.

وطبقا لتقرير روسي صدر الأسبوع الماضي، فان 30 جنديا حكوميا على الأقل قتلوا في الشيشان، أي ضعف العدد الذي كان يسقط أسبوعيا في أفغانستان خلال سنوات التدخل السوفياتي، وفي نفس الوقت فان خسائر المقاتلين الشيشان ضئيلة لأنها تستخدم تكتيكات حرب العصابات. هذا هو سبب صب الجيش الروسي لجام غضبه على المدنيين على أمل إنهاء التأييد الشعبي للمقاتلين الشيشان.

ويشير تقرير وحيدوف إلى ان روسيا لا يمكن ان تكسب الحرب في الشيشان ولا أمل لها في فرض حكمها بالقوة. اما سياسة يلتسين ـ بوتين، فقد فشلت فشلا ذريعا، لذا لا بد من اتباع نهج مختلف.