اقترح على بعض الاخوة لمناسبة نهاية مسلسل السنة ان اكتب شيئا عن ذكرياتي الشخصية والعائلية عن الامام الشهيد حسن البناء، وصادف هذا الاقتراح قبولا من نفسي اذ قد يفيد القراء ببعض الجوانب المجهولة من حياة هذا الداعية الاسلامي العظيم.
مع هذا، فأود ان اقول انني قد لا اكون افضل من يكتب عن هذا الموضوع حتى من الناحية الشخصية. فأنا اصغر الاشقاء وهو اكبرهم، وقد امضى اربعة عشر عاما قبل ان اولد، لا اعرف عنها شــــــيئا بالطبع، فضلا عن ان الاستاذ البناء لم يكن لاشــــقائه، وابنائه، ولكنـــــه كان للدعوة التي امضى فيها بياض نهاره وسواد ليله، وخير من يكتب عنـــه هو ألصق الاخوان به.. لان تاريخ حياته هو تاريخ دعوته، وقد كتب بعض الاخوة مـــــثل الاســــتاذ محمود عبد الحليم كتابه الموسوعي «الاخوان المسلمون احداث صنعت التاريخ» ومثل الاخ الحاج عباس السياسي في سلسلة من الكتب.
ومن المحتمل ان خير من كان يكتب عن الامام البنا هو الشقيق عبد الرحمن رحمه الله لانه الاخ الذي ولد بعده مباشرة وعاش معه فترة الطفولة بالمحمودية والمراهقة الصوفية بدمنهور ثم كان من ناحية النشاط الاخواني واحدا من ابرز الرعيل الاول الا انه شغل في مجال الكتابة بالمسرحيات الاسلامية ولم يتنبه الا اخيرا جدا الى كتابة ذكرياته عندما بدأ كتابة صفحات محدودة ثم توقف لاسباب لا يعلمها الا الله.
بالاضافة الى وجوه النقص التي تكتنفني كمؤرخ او قاص للذكريات فيجب ان اضيف نقصا آخر، ذلك هو انني لست من الذين يفخرون بقوة الذاكرة. فلعل الذاكـــــرة احدى نقـــــاط الضـــــعف عندي، وحتى لو كانت قوية، فان الثمانين «وقد بلغتـــــها» كفيلـــــة بان تطمس الكثير.
وقد عبرت في مقدمة كتابي «خطابات حسن البنا الشاب الى ابيه» هذه المعاني واوضحت ان ما قد يشفع لي ان صناعتي هي الكتابة.
وان هذه الصفة تتيح للقليل الذي الم به ان يعلم ويذاع في حين ان الكثير الذي لدى الآخرين لا يجد سبيله للنشر وتعريف الناس به.