هل النداء الذي نسمعه يتردد بين الحين والآخر بالعودة إلى الطبيعة والحياة البدائية، يعني أن نرفض منجزات العلم والتكنولوجيا ونعادي قانون التطور والارتقاء، ونعود إلى العصور الأولى عندما كان الإنسان يسير في البرية عارياً كما ولدته أمه إلا من ورقة توت تغطي عورته؟
في الولايات المتحدة الآن أكثر من أربعين نادياً للعراة.. وتفيد الإحصاءات أن نسبة ارتياد الأمريكيين لهذه الأندية في تصاعد مستمر منذ نشأة هذه الظاهرة في أمريكا عام 1939.
تلقى هذه الظاهرة التأييد والرفض من داخل المجتمع الأمريكي، فعلى حين يدافع عنها جيمس جوردون، 16 عاماً، قائلاً: ان الله خلقنا وخلق أجسادنا بهذا الشكل، فلماذا نشعر بالخجل عند إظهار جسدنا علناً وفي صراحة تامة؟ يعتقد السيناتور مارك فولي عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا أن مؤسسي وأعضاء الجمعية الأمريكية للعراة يجب تقديمهم إلى المحاكمة. ويتساءل فولي، عن مدى شرعية إقامة معسكر للعراة بعض رواده من الأطفال، وهو المعسكر الذي يدخلون إليه متجردين من ملابسهم تماماً أو حتى من ورقة التوت. كما عبر السيناتور فولي، عن قلقه من أن تكون للمعسكر أغراض أخرى غير أخلاقية بين رواده من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 إلى 25 عاماً.
في معسكر العراة الذي أقيم الشهر الماضي واستمر لمدة أسبوع، قدم كل المشاركين أنشطة مختلفة كالعزف على الآلات الموسيقية وممارسة الألعاب الرياضية مثل كرة اليد والكرة الطائرة وكرة الماء، وشارك جوردون بالعزف على آلة الكمان والغناء ثم مشاركته جميع أفراد المعسكر من العراة في الرقص حول النار ليلاً.
مع كل الانتقادات التي توجه إلى أندية ومعسكرات العراة في الولايات المتحدة إلا أن الجمعية الأمريكية للعراة تعد حالياً معسكرا لأفرادها في «نيوديفر» ومعسكرا آخر في تكساس موطن الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش. ومع تصاعد تخوفات الأمريكيين من أن يستغل معسكر العراة من الشباب في أمور تتعلق بالشذوذ، بدأت الجمعية الأمريكية للعراة في تعيين رجال أمن من العراة حول المعسكر للسيطرة على الموقف إذا حدث إخلال بقواعد الأخلاق والسلوك.
تقوم الجمعية بتنظيم نوعين من أندية العراة، النوع الأول في مكان ثابت ترجع ملكيته إلى الجمعية، والنوع الثاني متنقل بحيث يمكن لمجموعة من العائلات إقامته داخل منزل إحداها.. وكل ناد له قواعده الخاصة ونشاطه الذي يميزه عن الآخر فهناك ناد يمنع دخول الأعضاء الذين وصلوا إلى بوابته وهم يرتدون ملابسهم، وهناك آخر يسمح باستخدام المناشف عند حمام السباحة.
ولقد تجاوزت نوادي العراة الأمريكية حدود الولايات المتحدة إلى كندا والمكسيك وجامايكا.. وقبل ذلك انتشرت أندية العراة في أوروبا خاصة في الجنوب الحار.. وقد دعيت لدخول هذه النوادي ولكني رفضت .. فأنا أفضل الستر على الفضيحة.. وأظن أنني أمثل أكثر الناس.