أهداف شارون من الاقتحامات والاغتيالات

TT

من مستشفى رفيديا بنابلس الى قلقيلية وتل زعرب برفح، وحتى شمال غزة وجنين، اطلق شارون عنان آلياته العسكرية وألوية المظليين طوال الايام الماضية، اقتحاما واعتقالا وحصارا وتجريفا للاراضي ومصادرة لها بحجج بناء جدار العزل العنصري في وأد واضح لخريطة الطريق، وخرق اكثر وضوحا للهدنة التي ولدت بعد مخاض فلسطيني عسير.

أهداف شارون من هذه الحملات والانتهاكات واضحة، فهو يريد من جهة توسيع دوائر الاختلاف بين المنظمات الفلسطينية على مائدة الهدنة عساها تفضي وفق آماله الى صدام أو قطيعة، وهو يريد من بعد تهميش دور القيادة الفلسطينية والحكومة الجديدة لجهة اظهارها اقليميا ودوليا بمظهر العاجز، في سياق رسالة أخرى للأسرة الدولية تقول بعدم جدوى الاصلاحات السياسية الفلسطينية ووجود فجوة في تعاطي الفلسطينيين مع قضية السلام.

وبين أهداف شارون بلا جدال شراء الوقت لتكريس سياسة الامر الواقع مستغلا في ذلك مستحقات داخلية كثيرة لدى صناع القرار في العواصم ذات التأثير على مسار العملية السلمية بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل.

في غضون ذلك، ومهما ضاقت الخيارات أمام السلطة الوطنية والفصائل الفلسطينية، لا بد من التذكير، بأن تكتيك شارون، وان لم تكن ملامح استراتيجيته، انما يهدفان الى جر الفلسطينيين الى ردود فعل يريد توظيفها كمبررات لتوجيه آخر طلقة لخريطة الطريق باستحقاقاتها التي يبدو أن شارون قد قبل بها كجرعة مرة، ومن هنا يتجدد الأمل في أن يمسك الشعب الفلسطيني بجراحاته، ليس استسلاما، وانما الى بعض حين يستنفد معه شارون حبال الكذب وهي قصيرة بالطبع.