موريتانيا تبحر في شراع الحداثة والعصرنة

TT

إن هي الا اشهر معدودات وتصدح صناديق الاقتراع بقولها الفصل، مكرسة خيار الشعب لمن يقوده لفترة مقبلة في بلاد المليون شاعر، ارض الرجال، المنارة والرباط، ارض الشهامة والاصالة والاريحية، ارض المحظرة والزاوية والسيف والقلم، ارض العيس والقوافي التي اضحت مشتل الحرية والديمقراطية التعددية والنهج الاقتصادي الليبرالي.

لقد دار الزمن الموريتاني دورته على ايقاع العصر الموار، واستطاع البلد المضياف، الذي تمتد مجاباته الكبرى على ضفاف الاطلسي، مشكلة بوابة غربية للوطن العربي والذي كان ومازال جسر تواصل معطاء مع افريقيا جنوب الصحراء، الابحار في شراع الحداثة والعصرنة دون هزات وعلى اسس مستدامة.

ويجمع المراقبون على ان البلاد تحظى بمصداقية متزايدة في الخارج، وتحقق في الداخل نموا اقتصاديا معتبرا، بلغ متوسط معدله السنوي 5 في المائة خلال الاشهر الاولى من سنة 2003.

وتؤكد الارقام وصول نسبة التمدرس حدود 95%، مع مجانية التعليم والزاميته. وتتسع اشاعة خدمات الصحة والماء والكهرباء والبنى التحتية لتغطي معظم البلاد المترامية الاطراف، في حين تنتهج استراتيجيات لمحاربة الفقر ونشر العلوم والمعارف، اذ تراهن موريتانيا على بناء انسان جديد متعدد المواهب، مشحون العبقريات، مسلح بالمهارات والمعارف، متشبث بهويته ومنفتح على متغيرات الالفية الثالثة.

تنافس وشفافية

كل المؤشرات توحي بأن رئاسيات 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، التي تشهد تنافس ازيد من 6 مرشحين يدعمهم 26 حزبا سياسيا ومئات هيئات المجتمع المدني، ستكون اكثر الاستحقاقات شفافية على الاطلاق، لأن الدولة أتاحت لكل الفرقاء الاشراف على كل مراحل تحضير الانتخابات، من تدقيق اللوائح حتى فرز النتائج وتعميم محاضر مكاتب الاقتراع وبثها عبر الانترنت، بالإضافة الى توفير كل لوازم الطعن والتقاضي عند الاقتضاء.

ويدعم نهج الشفافية هذا، استصدار بطاقة تعريف وطنية ممغنطة يتفق الجميع على عدم قابليتها للتزوير، ويدعمه تكريس مبدأ فصل السلطات، يدعمه ايضا، تنامي الوعي المدني واتساع فضاء حرية التعبير. فبالإضافة الى ما تمنحه وسائل الاعلام الرسمية من فرص متساوية لكل المرشحين، تصدر في موريتانيا ازيد من 700 صحيفة ومجلة حرة ومستقلة، عادة ما تفتح صفحاتها لبرامج المرشحين وتغطي نشاطاتهم الانتخابية تغطية كاملة.

الفوز المزدوج

اذا كانت استطلاعات الرأي تشير الى فوز الرئيس الحالي معاوية ولد سيدي احمد الطايع، لرصيده الشاهد وبرنامجه الواعد، فإننا ايضا، نشير ضمنيا، الى انتصار الديمقراطية وتنامي فضاءات الحرية والشفافية والمكاشفة في بلد يمضي قدما على طريق التقدم والنماء.

فموريتانيا التي حباها الله بموسم امطار جيد هذا العام، والتي تعد لتصدير النفط والغاز في بحر السنة المقبلة، والتي تعقلن باستمرار وتائر استغلال حديدها وثرواتها البحرية الهائلة، وتعصرن باستمرار زراعتها المروية وصناعاتها التحويلية، تعبر بهدوء نحو بر امان يشكل استحقاق السابع من نوفمبر المقبل علامته الفاصلة.

* صحافية موريتانية مقيمة في المغرب