تقدم.. ولا تخف!

TT

هل مع تقدم الانسان في العمر تنعدم فرصة تعلمه اشياء جديدة؟.. وهل مع وصول الانسان الى مرحلة البلوغ والنضوج تتوقف شخصيته عن التغير والتطور واكتساب خصال جديدة؟

هناك نظرية شائعة تقول ان الشخصية الانسانية من الناحية الجنينية تتوقف عن قبول التغيير والتطور في مرحلة البلوغ والنضوج، لكن بحثا جديدا ظهر مؤخرا ليؤكد ان الانسان مهما بلغ من العمر فسوف يظل قادرا على تعلم الجديد الذي يجعله في حال من التحسن المستمر، وان بعض الصفات في شخصية الانسان تنمو في اتجاه التغير بالتدريج وبشكل متسق مع العمر ومع استمرار الحياة، وبوجه عام ـ يؤكد البحث ـ ان الانسان يتطور للأفضل كلما تقدم به العمر.

هذا البحث الجديد يقدم أملا لهؤلاء الذين يعتقدون ان التقدم في العمر هو النذير بسنوات قادمة تشهد هبوطا متدرجا في الخط البياني الذي يشير الى الطاقة والصحة والحيوية والعطاء.

لقد اكتشف الباحثون ان قدرة الانسان على التخطيط الجيد وعلى تنظيم نفسه على اتباع القواعد تتزايد في مرحلة العشرينات بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء، وتنخفض هذه القدرة بفعل التغييرات التي تطرأ على الانسان في الثلاثينات ولكنها لا تتوقف. كما تزداد في مرحلة الثلاثينات عند الرجال والنساء خصال مثل الكرم ومشاعر الألفة والمشاركة الوجدانية، وتتزايد اكثر مثل هذه الخصال والمشاعر في سن الاربعينات مع ملاحظة ان المرأة في هذه المرحلة ترتفع لديها معدلات الزيادة في هذه الخصال و المشاعر.

وتشهد صفة الصراحة انخفاضا في مستواها عند الجنسين مع التقدم في العمر، اما صفة النجاح اجتماعيا فتتطور عند الرجل على نحو ايجابي على عكس المرأة التي ينخفض لديها معدل رغبتها في الاختلاط بأفراد المجتمع، ومثل هذه التغييرات في صفات الانسان تحدث سواء اراد او لم يرد، وتتطور لديه اشياء مثل الوعي والادراك ونواح اخرى كثيرة مع تزايد مستوياتها في الحياة.

لقد خلق الله الانسان مهيأ من الناحية البيولوجية لاستقبال فصول حياته الجديدة بأفضل صورة، فالانسان يتقدم في العمر وتزداد لديه الرغبة في الاضطلاع بمسؤولياته على اكمل وجه، كما تزداد لديه ايضا الثقة بشخصيته.

يؤكد لنا العلم ان الامل دائما موجود لخلق «أنا» جديدة وشخصية جديدة تجعلنا دائما نشعر بنعمة تقدم العمر.. فتقدم يا أخي ولا تخف.