«أستطيع أن أجلس هنا أدخن سيغارا، ولا أستطيع أن أفعل ذلك في مكتب الحاكم. سيهاجمونني ويقولون إني أبدو كرجل عصابة»
ـ أرنولد شوارزنيغر ـ 1993
هذا الرجل دمر العالم
شن حروبا
أشعل حرائق
فجر ألغاما ومتفجرات
نسف بيوتا وعمارات
سفك دماء
احتل دولا
قاتل طغاة
حمل بنادق ومسدسات
اغتال جواسيس وأبرياء
قتل مجرمين وشرفاء
لكنه لا يفوق الرئيس دابليو
لم يفعل ذلك على الأرض
فعل ذلك على الشاشة
*
العلاقة حميمة بين السياسة والسينما
كلتاهما تمثيل في تمثيل
لكن السياسي أمهر في الكوميديا
صنع اليهود مجد هوليوود
خافوا من واشنطن
فاشتروها بالمال والصورة
تبرعوا بتمويل الحملات الانتخابية
جندوا أشهر الممثلين للدعاية
طاف أورسون ويلز أميركا داعية لروزفلت
أطرب سيناترا كنيدي وريغان
تحزب آرنولد شوارزنيغر لعشيرة بوش
فأطلق اسمها على ناد لكمال الأجسام
*
صاغت هوليوود ثقافة أميركا الشعبية
فكذَّب الأميركيون الساسة
وصدَّقوا نجوم السينما
مثل رونالد ريغان مع الشمبانزي بونزو
فأصبح رئيسا لأميركا
نحتت هوليوود وجها حديديا لشوارزنيغر
صنعت له عضلات نحاسية
دست في جيبه 300 مليون دولار
وأطلقته مرشحا لحاكمية كاليفورنيا
*
الانتخابات العربية حملات كئيبة
الجبنة الانتخابية موزعة بالقطعة
حزب السلطة يفوز بالتزكية
الأحزاب الرديفة تكتفي بفُتات المائدة
الانتخابات الأميركية مهرجانات مسلِّية
ممثل جمهوري مرشح في ولاية ديمقراطية
ينافسه ناشر كتب جنسية
تنافسه مرشحة تبيع ملابسها الداخلية
شولتز يقدم المشورة للممثل العاري
كلينتون يقدم خبرته للحاكم الديمقراطي
ينصحه بخلع بنطاله ليبقى في منصبه الحالي
*
نفخ شوارزنيغر عضلاته
فبهر الناخبين بحكمته
كاثوليكي مؤمن بالصلاة في المدرسة
مسيحي متبرع بسخاء للجمعيات اليهودية
ضد الإجهاض
ومتهم بمضاجعة امرأة
مع تدخين الماريجوانا
ممثل خرج عن النص
تفاصح بلا سيناريو مكتوب
دعا للتعايش المنزلي للجنس الواحد
كسب أصوات السحاقيات والشاذين
فزندقه الأصوليون
يسعون لصلبه مع اللصوص والمجرمين
*
أميركا هي أميركا
تدخلك السجن مفلسا
تحميك مليارديرا مَدينا
هاجر شوارزنيغر من النمسا فقيرا
ربى في أميركا عضلاته
فخفَّت ملكات عقله
حلم بالنجومية
فنصَّبته هوليوود نجما للـ «بورنو»
حلم بزوجة جميلة
فصاهره آل كنيدي
حلم بالمال
فامتلك مطاعم وأسهما وشركات
حلم بالسياسة
فرشحته هوليوود لحاكمية كاليفورنيا
رجل عارٍ خارج من دخان البارود
يلوح للنساء بسيغار
يغريهن بالتصويت له في الاقتراع
أميركا هي أميركا!
تمنح جنسيتها للمهاجر
فيبقى مهاجرا من فئة الـ «بدون»
تسمح له بأن يصبح حاكما
ولا تسمح له بأن يغدو رئيسا