قولوا لهم : أحسنتم

TT

عودة واشنطن الى مجلس الأمن لاستصدار قرار جديد بشأن العراق اشادة والاعتراف للادارة الاميركية بأنها وفقت في مثل هذا التقدير، بدل الشماتة فيها، أو تحميلها منفردة أوزار تداعيات ما حدث وما سيحدث في العراق.

والواقع أن ما حدث منذ اندلاع الحرب، سواء للعراق أو لاميركا، لم يكن استثناء في حركة التاريخ المعاصر، ولا وجب له أن يكون، فكم من مثال انفرطت فيه عقود الأمن وتبددت فيه كيانات دول كانت ملء السمع والبصر، ناهيك من انحدارها الى أتون حرب أهلية بعد رحيل طغاة من شاكلة صدام حسين عن مسارحها، ويكفي ان نشير هنا الى ما حدث في الصومال والكونغو وليبيريا ويوغوسلافيا.. وغيرها.

ان غياب مثل هذا الاعتراف باستحسان الخطوة الاميركية لن يعدو أن يكون بكاء على لبن مسكوب، أو قل تجاهلا لحجم الانفجارات التي يمكن أن يولدها القهر والكبت، سواء في الفرد أو الجماعات... وبالتالي الدول.

في المقابل يستحق تثمين الدول العربية لتشكيل حكومة عراقية وادائها لليمين الدستورية، انتقالا بالموقف العربي من خانة التحفظ السابق على تشكيل مجلس الحكم الى خانة اعتبار تشكيل الحكومة الجديدة ـ مع أنها ابن لذلك المجلس وناتج لنفس المناخ السياسي العارض الذي أوجدهما معا ـ خطوة للامام وفي الاتجاه الصحيح. نعم، ان هذا الموقف العربي يستحق أيضا اشادة واعترافا بالحكمة فيه، لأن من شأن هذه الخطوة أن تشكل مدخلا لتعويض شعب العراق عن فاقد احتياجاته واستحقاقاته عن التعاقد المعروف بين أي حكومة وشعبها، على أمل أن يبزغ لذلك الشعب فجر من تدشين مشوار استحقاقات التعاقد، ليجنى معه شعب العراق ما يستحق من خدمات وتنمية غيبتها عنه سنوات الطغيان.

في السياق نفسه أيضا، يستحق مجلس الحكم الانتقالي بالعراق اشادة مستحقة على خروجه من المآزق العديدة بهذه الصيغة التي توحي كل الدلائل على أنها أفضل الممكن.

فلتبدأ اذن سفينة العراق التنفيذية ابحارها وسط هذا البحر المتلاطم الذي ستتحمل فيه مع مجلس الحكم وشعب العراق أعباء ممارسة الممكن. فلا أقل من أن نقول لهم هم أيضا أحسنتم.