هل يجب اعطاء مجلس الحكم الانتقالي عضوية العراق في جامعة الدول العربية ام لا؟ هذا هو السؤال الذي يواجه الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الجامعة في القاهرة غدا. وسيحضر وفد من مجلس الحكم العراقي الى القاهرة للمطالبة بمقعد العراق في الجامعة. ولكن الدول الاعضاء منقسمة حول هذا الموضوع.
بعض الاعضاء يرى انه لا يمكن اعتبار مجلس الحكم ممثلا للشعب العراقي لأنه لم يتشكل عبر انتخابات حرة. ويدعو هؤلاء الى تجميد عضوية العراق في الجامعة الى ان يتم اجراء انتخابات حرة تحت اشراف الامم المتحدة. لكن السؤال هنا هو: هل من العدل ان تطبق على العراق قواعد لم تطبق على كل اعضاء جامعة الدول العربية؟ ربما يكون السماح للمجلس الحاكم بتمثيل العراق هو الحل العملي، على ان يترافق ذلك مع السماح للجامعة بدور ذي مغزى في تشكيل مستقبل دولة عربية كبرى، من جهة اخرى.
وفي هذا السياق، فإن مجموعة ثالثة تبحث عن حل وسط بين وجهتي النظر المذكورتين اعلاه . ومن بين الافكار المطروحة في هذا المجال، السماح للمجلس الحاكم بحضور الاجتماعات ولكن كمراقب.
الأمر المؤكد هو ان التشدد في المواقف لن يخدم مصالح العراق ولا مصالح الجامعة العربية. ومن الامثلة على ذلك بعض الاصوات في بغداد التي تطالب بانسحاب العراق من الجامعة ومن «اوبك». ولا شك ان التشدد في موقف الجامعة من مجلس الحكم الانتقالي من شأنه تقوية ودعم تلك الاصوات في بغداد.
لا بد ان تكون اولويات الجامعة اليوم هي انهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن. وأفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف هو مساعدة العراقيين على تكريس سيادة بلدهم.