موقع على الإنترنت!

TT

منذ سنوات وصديقي محمد الشارخ يحاول اقناعي بأن تجعل مؤسسة «صخر» موقعا على الانترنت لهذه الزاوية وللانتاج الأدبي الذي نشره المحبِّر حتى الآن. ومنذ سنوات وأنا اقول له ان هذا تكريم كريم وطلب لا يرفض. لكن ذلك يعني ان اصرف من الوقت ما لا املكه من اجل الرد على المعلقين او المستفسرين او المستنكرين او مجرد الكاتبين. ومن الصعب اقناع «أبو فهد». واذا اقتنع، او تظاهر بالاقتناع، من الصعب اقناع فهد، الرئيس التنفيذي الجديد لمجموعة «صخر». انه عالم لا بد ان ادخله، يقولان. وهو ليس مغارة «علي بابا» ولا هو جبال الهملايا يستحيل تسلقها. و«على الاقل يجب ان تعرف ما يكتب عنك».

وقد طلبت من ابني ان يبحث لنا عما يكتب عني، فاذا حدس محمد الشارخ خانه وخانني. هناك حقا «مغارة علي بابا»! عندما جرت غزوة نيويورك في 11 سبتمبر، كنت بين اوائل الذين كتبوا انها من فعل «القاعدة» قبل صدور بياناتها الشهيرة عن «الكوكبة» من الابطال الذين نفذوا العملية. وعندما خرجت آراء تقول ان جناحا أميركيا قام بالعملية كتبت اسخر من ذلك. وذات مساء استضافني برنامج «كلام الناس» على «الفضائية اللبنانية» فدار نقاش بيني وبين مفتي جبل لبنان الشيخ مصطفى الجوزو حول مسؤولية «القاعدة». سماحته يحاول ان ينفي وأنا احاول ان اؤكد.

فماذا على الانترنت؟ على الانترنت ترجمة حرفية للمقال الساخر يبدو فيه المحبر وهو يحمِّل الأميركيين مسؤولية الغزوة الكبرى. ومع الترجمة شرح. ثم افاضة حول تطرف المحبِّر المرتبط ارتباطا (وثيقا طبعا) بالمنظمات الفلسطينية. وكانت المقالات الذكية في الماضي تربط المحبِّر «باليسار المتطرف» وذلك قبل ان يذهب اليسار متطرفا ووسطا، الى الديار الاخرى. وأنا طبعا اضحك. وكففت مرة عن الضحك عندما اكتشفت انني ممنوع من دخول دولة أوروبية كبرى. ولا ادري لماذا وضع اسمي على لائحة المنع ولماذا رفع، ولكن الارجح انها تهمة «المنظمات» الفلسطينية اياها. ومنذ ان انتقل أبو عمار الى «الاراضي» لم يعد لنا علاقة بأي منظم او أي منظمة، بل بقيت لنا تلك العلاقة الازلية، بين الرجل والقضية، بين الكاتب والانسان، بين الكاتب والمظلومين والمضطهدين والمشردين والمعذبين. ليس فقط في فلسطين بل في أي مكان في الارض وفي كل زمن.

اما المترجمون الذين لا يفقهون الفرق بين السخرية وبين الجزم والجدية، فهذه مشكلتهم. هم ومواقعهم على الانترنت. او في الدهاليز. او على السطوح.

ولكن في المقابل هناك الترجمات الحسنة والنقل الدقيق. ولست الوحيد الذي ينقل له او عنه. بل ما شاء الله. وقد اكون الاقل ذكرا بين الزملاء. دوت كوم شحطة دوت كوم. واحيانا ليست الترجمة وحدها تغير مقالا بأكمله بل موعد النشر. وأنا احرص ألا اترك لدى مديرية التحرير اكثر من مقال او مقالين للاضطرار وعذرات الزمان. ومنذ اشهر بعثت بمقال ذكرت فيه انني لا ازال اتابع رسوم الراحل العزيز محمود كحيل. ثم طرأ حدث فطلبت تأجيله. ثم تأجل مرة اخرى ثم نسيته. وارتأت ادارة التحرير نشره ذات يوم بعدما كانت الصحيفة قد توقفت قبل دهر عن نشر رسوم كحيل. وبدا من النشر انني واحد من أمرين: اما غبي لم الحظ مجيء الرسام الجديد أمجد رسمي واما انني اثأر منه. واما الاثنان معا. وكل ما في الامر هو درج الزملاء الاعزاء الذي آفاق على مقال قديم من دون ان ينتبه الى ان ما بين الحياة والموت حياة اخرى. وفي أي حال، الرحمة الكبرى يا محمود، وأهلا بك أيها الزميل الجديد. نورت.