لسنا أبرياء

TT

تحدثت البارحة عن بعض الفضائيات العربية التي تتخذ من التهييج العاطفي، اسلوبا لادارة الصراع العربي ـ الاسرائيلي ولتغطية الاحداث الاخيرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

هذه الفضائيات ليس لها هدف سوى ان تثبت ان انحياز الغرب لاسرائيل على حسابنا، ولا تمل من تذكيرنا بحقيقة يعرفها الصغير قبل الكبير، وهي اننا اصحاب الحق وان وجود الاسرائيليين في اراضينا يفتقد الى اي نوع من انواع الشرعية.

المشكلة ان المواطن العربي يستجيب لهذه الفضائيات بصورة تفوق الوصف.. وهذا اذا كان يعني شيئا، فهو يعني اننا نريد ان نتحلل من اية مسؤولية لنا في ما نعانيه على يد عدونا.

لقد كان ولا يزال الحل الاسهل لأي انسان أو اية جماعة بشرية تعاني من وجود مشكلة ما، هو التحلل من المسؤولية والقاؤها على الآخرين.. فنحن نخسر ونتراجع لان عدونا يريد لنا ذلك.. وطالما اننا ضحايا لا نملك من امرنا شيئا، فهذا كاف حسب وجهة نظرنا لان ننام قريري العين بعد ان نلعن عدونا ونتمنى له الزوال، ونحلم باليوم الذي نستيقظ فيه من نومنا لنجد ان عدونا تبخر ولم يعد له وجود.

انه اسلوب الضعفاء الذين ارتضوا الذلة ليريحوا ضمائرهم.

نحن لسنا ابرياء كما نحاول ان نؤكد لانفسنا دائما.