خطر الموت الجماعي

TT

ستدخل ايران معركة خاسرة اذا استمرت في حملتها التصعيدية ضد وكالة الطاقة الذرية واذا رفضت الاستجابة على استفسارات الوكالة بشأن برنامجها النووي.

اليمين الايراني يستثمر هذه القضية بركوب موجة الكرامة الوطنية ويطالب بالتشدد مع وكالة الطاقة الذرية، بل ان قادة اليمين طالبوا بطرد سفراء الدول التي صوتت مع قرار الوكالة، واثار اليمين حملة شرسة ضد الحكومة يتوعدها بالثبور وعظائم الامور اذا استجابت للمطالب المشروعة التي تقدمت بها الوكالة.

اليمين الايراني مثل كل المتطرفين في العالم لا يرى ابعد من انفه في العلاقات الدولية، وليس مدركاً ان افضل سلاح يمكن ان تستخدمه الولايات المتحدة وتجد لها تعاطفاً من المجتمع الدولي هو مسألة غموض البرنامج النووي الايراني، والتقرير الذي تم تداوله حول وجود اثار لليورانيوم المخصب في احد المفاعلات النووية التي يتم تشييدها في ايران.

الحملة الايرانية ضد وكالة الطاقة الذرية لن تنجح، فهناك خوف حقيقي لدى الكثيرين من البرنامج النووي الايراني، وقضية انتشار الاسلحة النووية تمثل واحدة من القضايا التي يشعر المجتمع الدولي بحساسية كبيرة تجاهها.

قد يقول بعض المزايدين لماذا تحرم ايران من انتاج سلاح نووي في وقت تمتلك فيه الهند وباكستان مثل هذه الاسلحة، وهو كلام يفتقد الى الشعور بالمسؤولية تجاه السلام العالمي، فوجود سلاح شيطاني مثل السلاح النووي في يد الهند وباكستان هو كارثة وخطر حقيقي على المجتمع الدولي وعلى السلام ولا يجوز التساهل مع كل دولة لانتاج سلاح نووي بحجة ان الاخرين يمتلكون مثل هذا السلاح.

وقد يخرج بعض المزايدين بالحديث عن وجود السلاح النووي لدى اسرائيل، وهي الاخرى كارثة ولا بد من العمل على اخضاع اسرائيل للقانون الدولي بشأن التفتيش على السلاح النووي. وحصول اسرائيل على السلاح النووي يجب الا يعني ضرورة امتلاك دول الشرق الاوسط الاخرى للاسلحة النووية بحجة «التوازن النووي» لان هذا جهل بحقيقة ان منطقة الشرق الاوسط برمتها وبكل الاحياء فيها تكفيها قنبلة نووية واحدة بغض النظر عن جنسية هذا السلاح المدمر لافنائها. وبالتأكيد فان انتشار الاسلحة النووية هو انتحار جماعي بدم بارد في ظل امكانية استخدام هذا السلاح المدمر، او في ظل التخلف التكنولوجي وخطر ان نموت بشكل جماعي بسبب خطأ او اهمال تكنولوجي. وايران ستكون الخاسر الاكبر اذا استمرت في العناد والمكابرة.