محمود درويش .. متفائل!

TT

في مقابلة أجرتها صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية مؤخراً مع الشاعر محمود درويش أبدى تعجبه من مواقف آرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي وقال: «إذا لم يكن شارون يريد إقامة دولة فلسطينية على نسبة 22 في المائة من الأرض اليوم، ففي خلال عشرين عاماً ستكون هناك دولة فلسطينية على هذه الأراضي بأكملها».

المضمون ذاته جاء في دراسة مسحية نشرت مؤخراً وأوضحت أنه في عام 2015 ستزيد أعداد العرب على أعداد اليهود فيما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، لأن العرب لديهم أطفال أكثر مما لدى اليهود .. والمعنى الصريح الذي تشير إليه هذه الدراسة المسحية هو أنه إذا استمرت إسرائيل في السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة فعليها أذن أن تختار بين خيارين مؤلمين، إما فقدان هويتها اليهودية أو تتوقف عن كونها دولة ديمقراطية. وبمعنى آخر فإنه إذا أرادت إسرائيل أن تظل يهودية وديمقراطية أيضاً فيجب عليها أن تنسحب من الأراضي المحتلة.

على عكس ما تقول به الدراسة فإن الإسرائيليين يميلون إلى تجاهل دقات الساعة الديموغرافية ويعتقدون أن محاربة الإرهاب لها الأولوية في الوقت ذاته الذي ينصت فيه الآخرون بمن فيهم الفلسطينيون باهتمام لدقات الساعة الديموغرافية التي تدق لصالح الفلسطينيين.

في مقالة بصحيفة «هيرالد تريبيون» الدولية يعتقد الكاتب الصحفي يوري دورمي أنه على إسرائيل الانسحاب بشكل أحادي من الأراضي المحتلة لأن الخيارات في الشرق الأوسط ليست بين الجيد والسيئ والأسوأ، ولأن فقدان الهوية اليهودية لإسرائيل أو ديمقراطيتها هو أسوأ سيناريو يمكن حدوثه.

يضيف الكاتب يوري درومي قائلاً: لا يحق على إسرائيل الانتظار طويلاً على أمل أنه في وقت ما في المستقبل سيثبت الفلسطينيون أنهم شركاء ويستحقون السلام، كما يجب على إسرائيل أن تتحرك بمفردها وبشكل منفرد لأن الساعة الديموغرافية تعمل في غير صالحها .. وعندما تكون إسرائيل ـ يقول الكاتب ـ مستعدة للتحرك بشكل أحادي في الاتجاه الصحيح فلا يجب على الولايات المتحدة أن ترحب بهذا فقط، لكن عليها أيضا المساندة بضمانات أمنية قوية وبمساعدة ضخمة، وذلك بأن يعوض المال الأمريكي المستوطنين الذين سيتم نقلهم وكذلك الفلسطينيين بتقديم حوافز اقتصادية لهم لاختيار السلام.

وبالوصول إلى حدود محددة ذاتياً، عندئذ ستكون دولة إسرائيل الديمقراطية واليهودية غالباً أصغر في الحجم لكن أقوى في الروح، وستكون محصنة بسور جيد وستدافع إسرائيل عن نفسها بكل قوتها. ومن ناحية أخرى عندما يكون الفلسطينيون مستعدين لسلام حقيقي مع إسرائيل سوف يزيلون السور بأنفسهم.

لا بأس .. دعونا نتفاءل مرة!