شم رائحة السرطان!

TT

إذا كان من الغريب ـ وان كان في نطاق الذكاء الطبيعي للحيوان ـ أن يحاول باحثون في بريطانيا تدريب الكلاب على استخدام حاسة الشم لديها في اكتشاف علامات سرطان البروستات، الذي يصاب به الرجال، فإن الأمر الاكثر غرابة ـ وان كان في نطاق علم الذكاء الصناعي ـ أن يتم استخدام أنف الكتروني للكشف عن الإصابة بسرطان الرئة، وعن الكشف عن الأورام في مرحلة مبكرة جداً من المرض.

حول التجربة الأولى، تقول الطبيبة البريطانية بربرا سومرفيل التي قادت فريق البحث لصحيفة صانداي تايمز بأنهم سيقومون بتدريب الكلاب على تمييز رائحة بول الرجال المصابين ببروستاتا خبيثة، وهو المرض الذي يصيب أكثر من عشرين ألف بريطاني سنويا.

أما التجربة الثانية فتتحدث عنها مجلة «نيوساينتست» البريطانية مؤكدة، أن جهاز الأنف الإلكتروني الجديد يعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها أجهزة الشم التي تستخدمها في الوقت الحالي مصانع إنتاج الأغذية لتحليل الهواء على خط الإنتاج للكشف عن المواد الكيماوية التي تطلقها المواد المتعفنة في الأطعمة.

وتضيف الصحيفة أنه في حالة سرطان الرئة فإن الأنف الإلكتروني يتعرف على خليط من المواد التي يخرجها المصاب بسرطان الرئة أثناء الزفير، وأن الأنف الإلكتروني الذي يحتوي على ثماني أجهزة استشعار، قد أثبتت دقة متناهية بنسبة 100 في المائة عند تجربته في أحدى مستشفيات روما، حيث تمكن الأنف من تحليل عينات تنفس من 35 شخصاً يعانون من ورم رئوي كبير الحجم، ومن 25 شخصاً ممن يتمتعون بصحة جيدة، ونجح في تمييز المصابين بالمرض عن الأصحاء.

ويمكن استخدام الأنف الإلكتروني في فحص المدخنين الذين يعتبرون أكثر تعرضاً للإصابة بسرطان الرئة، ويعتمد أسلوب الفحص التقليدي المستخدم حالياً على جهاز منظار لرؤية ما بداخل رئتي المريض وأخذ عينة وفحصها تحت المجهر.

يذكر أن أجهزة الاستشعار في الأنف الإلكتروني صنعت من مادة «الكوارتز الكريستالية» المغطاة بطبقة معدنية تحتوي على صبغات تدعى «ميتالو بورفيريتر»، وأنه عندما يتعرض الأنف الإلكتروني لخليط الغازات التي يطلقها المريض تحدث اهتزازات فريدة تطلقها مجموعة الكريستالات وتدل هذه الاهتزازات على وجود المرض..

بالطبع هذا اختراع مفيد جداً.. ويستحق الاحترام.