أطفال محاربون

TT

بينما يجلس الأطفال في العالم المتقدم في فصول الدرس أو أمام أجهزة الكمبيوتر، فإن هناك في دول أفريقية تعيش الحروب والصراعات أطفال تقبع في معسكرات قاسية يتعلمون فيها فنون القتل وكيفية استعمال السلاح ويتم إعدادهم لخوض حروب شرسة من قبل زعماء سياسيين يدعون أنهم يحاربون من أجل مستقبل أفضل للأطفال، لكنهم في حقيقة الأمر يرتكبون جريمة اغتيال المستقبل ذاته بإرسال هؤلاء الأطفال للقتل في حروب غير مبررة.

في أوغندا على سبيل المثال، كثيراً ما يقوم متمردو حركة جيش الرب باختطاف أطفال وفتيات من قرى في شمال البلاد ويرغمونهم على الاشتراك في الحرب، كما تجبر الفتيات على توفير خدمات لا أخلاقية للجنود بالاضافة إلى إجبارهن على حمل السلاح في بعض الأحيان، وذلك على حد قول الأوغندي أولارا أوتوتو الممثل الخاص للأمم المتحدة في دول الصراعات المسلحة.

يقول توماس كيماير في مقال له بعنوان «عندما يتحول الأطفال إلى قتلة» الذي نشر مؤخراً في صحيفة «جي فيليت» الألمانية، أنه بالرغم من أن وزير الخارجية الأوغندي السابق كان قد تمكن من منع تجنيد الشباب تحت سن الثامنة عشرة، إلا أن ذلك الخطر لم تلتزم به جماعات التمرد في أفريقيا. ويضيف الكاتب بقوله انه في دول أفريقية مثل السودان وبورندي وليبريا وسيراليون هناك أطفال يتعرضون للاستغلال بدون رحمة لإتمام عمل الكبار القذر كما أن هناك ما يزيد على ثلاثمائة ألف من الجنود الأطفال في العالم.

في تقرير خاص نشر منذ أربعة أعوام على موقع صحيفة «الجنود الأطفال» على شبكة الإنترنت العالمية، جاء فيه ان خمسة آلاف طفل على الأقل في سيراليون بعضهم لم يتجاوز سن العاشرة قد اجبروا على حمل السلاح في معارك دموية خلال الحرب الأهلية التي دامت عشر سنوات هناك. وأوضح التقرير أن الكوكايين كان يقدم للأطفال في سيراليون ليسهل عليهم خوض الحرب، ففي نشوة المخدرات كان الأطفال يشعرون بالزهو والسعادة لارتدائهم الزي العسكري المزركش والخوذة التي لم تكن غير نصف جمجمة ميت، فضلاً عن المساحيق الملونة التي يصبغون بها وجوههم.

هل هناك من سبب يدعو إلى كسر ساق طفل رضيع لم يتجاوز عمره ثمانية أشهر؟.. يجيب الأوغندي أولارا أوتوتو الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفريقيا بأن الساديين في صفوف الجبهة الثورية المتحدة التي كان يشجعها الرئيس الليبري تشارلز تايلور الذي أجبر على ترك منصبه منذ أسابيع قليلة، أرادوا بمثل هذا الفعل الشنيع أن يبعثوا برسالة إلى خصومهم .. فيالها من رسالة حقيرة ومخزية.