مشخّرون .. ومشخّرات أيضا

TT

ألم أقل إن الاستغراق في النوم والشخير أصبح موضوعا أساسيا في حياتنا العامة، الاجتماعية منها والفكرية والسياسية أيضاً. ما أن كتبت عن الشخير والمشخرين والدعوة لتأسيس جمعية للدفاع عن حقوق المشخرين، حتى وصلتني المراسلات والمكالمات من المؤيدين والمعترضين الكرام، كان منها هذه الرسالة الظريفة التي وصلتني من صديقنا الفاضل البغدادي في باريس يقول فيها:

«قبل إهداء هذه الزاوية قصيدتي التي كنت قد كتبتها عن الشخير، أقول إنني كنت في السنة الماضية ضيفاً على بعض الأقارب في بلد غربي مجاور، فوجئت في الليلة الأولى وأنا نائم، بقصف رهيب أيقظني من نومي، تصورته زلزالا، فإذا هو شخير يهدر من أبعد غرفة عنّي. أخذت كتابا لأقضي الوقت بالمطالعة، ولكن الزلزال استمر، ينقطع قليلا ويعود مجلجلا. تكررت العملية في الليلة الثانية، فسهرت حتى الصباح وأنا أتصور أن الشاخر كان رب البيت. أمسكت، بانفراد، صباحا صبي العائلة وقلت ممازحا: «هل يشخر أبوك منذ زمان؟»، أجابني الولد قائلا: «لا، ليس هو المسكين أبي. إنها أمي!». وعندما قرأت زاويتك ودعوتك لجمعية حقوق المشخرين، استغربت أنك لم تشرك فيها السيدات المشخّرات أيضا.. وإن شخيرهنّ لعظيم.

والآن إلى القصيدة التي قلتها في هذا الصدد لعلها تعزز دعوتك المشروعة:

شكا الجيران يوما من شخيري وجاءوا ذات صبح بالخفير وقد حمل المسدس مستشاطاً وأنذرني بشر مستطير وقال إلامَ تزعجهم بصوت هو الوابور أو بوق النفير كأنك واقف في مهرجان من الشعراء ترعد بالحضور فقلت سماحكم يا ناس إني بريء مثل عصفور صغير ولكن المصائب نافخات بحنجرتي أفانين الصفير وللإفلاس لو تدرون قصف يزمجر في الحنايا والصدور فهاتوا لي عجوزا ذات حظّ من الدولار من أهل القصور فأهدي كل جار مبتغاه وتصفو عندها كل الأمور ويغفر لي الجميع شخير ست يهون إزاء قصفته شخيري! وكلمني الصديق الاستاذ أحمد أنه في أيام مجلس النواب في العراق، حيث اعتاد الرجال على النوم تعويضا عن سهر الليلة الماضية، اغتاظ رئيس المجلس من نائب كان يجلس قريباً منه ويشخر إلى حد يمنعه من السماع. فطلب منه أن يجلس بعيدا في آخر القاعة، ولكن الرجل حلّ المشكلة بأن كلف زميلا بأن يوكزه كلما سمع شخيره.