القفز فوق الأسوار!

TT

في كتابي الذي أصدرته منذ سنوات تحت عنوان «أسرار وراء الأسوار». كتبت أكثر من موضوع عن حياة الفتاة السعودية القابعة خلف الأسوار عاطلة عن العمل تتآكلها الخيالات ويفتك بها السأم والفراغ.. وقلت في هذا الموضوع إننا نقضي على أجيال من الفتيات بمنعهن من الخروج إلى العمل.. أو لعدم وجود عمل أصلاً.

وطالبت الفتاة السعودية أن تبحث بنفسها عن حل لهذا الفراغ القاتل وألا تنتظر وظيفة قد تأتي وفي الأغلب لا تأتي.. وأحمد الله أن الاستجابة وأن تأخرت فقد حدثت.. ففي عدد «الوطن» الصادر في 8 أكتوبر (تشرين الاول) الجاري مانشيت بالخط العريض يقول ان 7 خريجات سعوديات يكسرن حاجز العيب ويعملن في المنازل بنظام الساعات.

ومحتوى الخبر أن 7 فتيات سعوديات من خريجات الجامعة قفزن فوق السور.. سور العيب وعملن في مهنة العمل في البيوت وتتقاضى الواحدة 30 ريالاً في الساعة.. وأقول مهنة لأن هذا النوع من العمل يعتبر مهنة في دول العالم كله.. وهي مهنة موضع الاحترام والتقدير.

إحدى هذه الفتيات تقول انها حاصلة على بكالوريوس لغة عربية وحاولت الحصول على وظيفة إلا أنها لم تتمكن من ذلك لندرة الوظائف التعليمية المتاحة.

وتضيف الأخت فاطمة، بدأت مع شقيقتي في التفكير للحصول على عمل يدر علينا دخلاً جيداً حتى توصلنا إلى العمل في المنازل بنظام الساعات.. وقد وجدنا أن هذا العمل يدر بين سبعة إلى ثمانية آلاف ريال شهرياً. وبالطبع لاقت الشقيقتان معارضة عنيفة من الأسرة لأن مجتمعنا لا يقبل هذه الفكرة.. كذلك لأن الأقارب والأصدقاء سيجعلون من الموضوع حكاية للسخرية ولبانة لمضغ سيرتهما.. ولكن ذلك لم يقف عائقاً أمام تصميم الشقيقتين.. وسرعان ما بدأتا البحث عن أسر محترمة تقدر عملهما.. وقد كان.. أن ما حدث ـ ولأول مرة في تاريخ بلادنا العريق ـ يفتح الباب واسعاً أمام اعتبار العمل ـ أي عمل ـ ما دام شريفاً لا بد أن يقابل بالاحترام. ونحن نحني رؤوسنا احتراماً وتقديراً للرائدات السبع.