الدفع.. او الحبس!

TT

هل سعي المرأة المحموم الى العمل دافعه الرغبة في كسب المال ام الشعور بكيانها واستقلاليتها والمتعة الشخصية، ام حماية نفسها من غدر الزمان والرجل وتقلباتهما معا؟

على الرغم من ان المرأة في الغرب والشرق لم تعد كما كانت في العهود السابقة مثالا لقلة الحيلة والاستسلام للمستقبل الذي يحفظه لها الرجل، حيث انها حققت نجاحا ملحوظا في كافة المجالات الى درجة ان مؤسسات كبرى هنا وهناك وتكاد المناصب القيادية بكاملها تؤول الى النساء، اضافة الى الابواب المفتوحة على مصراعيها امام المرأة للحصول على مكاسب اكثر ومناصب اعلى، الا ان المرأة لا تزال تحاول اقناع الرجال بأنها في اشد الاحتياج للمساعدة.

ربما كان الحاح المرأة المستمر على طلب المساعدة من الرجل وراء القرار الذي اصدرته الحكومة الالمانية مؤخرا بالزام الزوج بتخصيص مبلغ شهري من دخله ليعطيه للزوجة كمصروف خاص بها، وهذا المبلغ الذي لم يحدده القرار من المتوقع الا يزيد في الفترة الحالية عن 5% من دخل الرجل.

اذا كان هذا القرار سيثير غضب الكثير من الرجال الالمان الذين يرون عدم احقية المرأة في الحصول على نسبة من دخل زوجها، الا ان هذا الغضب قد يشتعل اكثر عندما يعلم الرجال الالمان ان هذا القرار سيلزم الرجل ايضا باطلاع زوجته على كل حساباته البنكية فضلا عن انه اذا حدث واعترض الرجل على ذلك القرار فسوف ينتهي به المطاف الى المحاكم التي ستأمره اما بالدفع او الحبس.

ربما بدأ التفكير في اصدار مثل هذا القانون في المانيا بعد الاحصائية التي نشرت وتشير الى ان 40% فقط من النساء المتزوجات يعملن اما الباقيات فهن تحت رحمة ازواجهن الذين يأتون في بداية كل شهر ويضعون في ايدي زوجاتهم مبلغا ضئيلا من المال للانفاق، والمؤيديون لاصدار القانون على اقتناع بان عمل المرأة وما يتضمنه من رعاية للاطفال واداء للواجبات المنزلية لا يقل اهمية عما يفعله الرجل خارج المنزل ومع ذلك فان المرأة لا تعلم اي شيء عن دخل زوجها.

من المتوقع ان مثل هذا القانون الذي يمنح المرأة مزايا عديدة مقابل ادائها للواجبات المنزلية ورعايتها للاطفال سوف يدفع الرجل الى ترك العمل واختيار البقاء في المنزل لرعايته والاطفال، ومن ثم يكون حقه مشاركة زوجته في دخلها باعتبارها العائل للاسرة.