في اعترافه أمام لجنة شكلها مجلس الشيوخ الامريكي لبحث الجوانب الامنية في الحواسب الآلية الحكومية، قال، كيفين ميتنيك اشهر المتسللين الى انظمة الكمبيوتر في امريكا، بعد ان امضى في السجن قرابة خمس سنوات: عندما اشرع في اختراق انظمة الكمبيوتر فانني اعتمد على استغلال شخص ما وخداعه عن طريق التليفون او اعتمد على الاخطاء البشرية التي تتسبب في انهيار افضل الاجراءات الامنية اكثر من اعتمادي على شن هجوم على انظمة الكمبيوتر ذاتها.
تنفق الوكالات الحكومية والشركات الكبرى في الولايات المتحدة الامريكية، ملايين الدولارات في اعداد حوائط النيران والشفرات السرية والوسائل الامنية للدخول الى البيانات الموضوعة على اجهزة الكمبيوتر، وكل هذه الاموال تضيع هباء لان المتسللين الى انظمة الكمبيوتر الخاصة بهذه الوكالات والشركات نادراً ما يلجأون الى الهجوم على نظم الكمبيوتر وانما يعتمدون في الغالب على الجانب البشري في امن اجهزة الكمبيوتر، وهو الجانب الذي من السهل جداً اختراقه ولا يلفت اليه كثيراً خبراء الامن الذين تغيب عليهم معالجة اضعف حلقة في السلسلة الامنية.
في استطلاع قامت به شركة بنتاسيف سيكيورتي جاء فيه ان ثلثي الركاب في محطة فيكتوريا للقطارات في لندن، رحبوا بالكشف عن كلمة المرور السرية التي تتيح الدخول الى اجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم في مقابل قلم «لولبونيت» كهدية. وفي استطلاع آخر للشركة نفسها وجدت ان حوالي نصف الموظفين في بريطانيا يستخدمون اسماءهم أو اسماء اسرهم او اسماء حيواناتهم ككلمة مرور سرية لهم.. كما ان هناك اخطاء يرتكبها مستعملو انظمة الكمبيوتر مثل كتابة كلمات المرور على ملصق ووضعه على شاشة الكمبيوتر او على مكان بارز بجوار الجهاز مما يعطي الفرصة للاخرين للاطلاع على كلمات المرور السرية والتسلل الى الاجهزة في غيبة مستعمليها، ومن ثم تصبح اجهزة الكمبيوتر التي تحتوي على معلومات سرية مهمة غير آمنة.
من الضروري الاهتمام بالجانب البشري في امن اجهزة الكمبيوتر، وهو الجانب الذي يعتبر الحلقة الاضعف في حلقات السلسلة الامنية، لان الاخطاء البشرية يمكن ان تتسبب في انهيار افضل الاجراءات الامنية، وكذلك هناك اجراءات امنية بسيطة من الضروري جدا الاهتمام بها من قبل الموظفين الذين يتعين عليهم اغلاق اجهزتهم اثناء غيابهم عن مكاتبهم، والذين عليهم ايضا اختيار كلمات مرور يصعب اكتشافها، الامر الذي يساعد كثيرا في تأمين الاجهزة الى درجة كبيرة وبتكلفة منخفضة.
* همس الكلام:
«أسعد القلوب التي تنبض للآخرين»