عن أي سلام عادل تتحدثون؟

TT

عن اي سلام عادل تتحدثون؟ هل هو سلام القتل العشوائي والتصفيات الجسدية؟ ام سلام البطش والتدمير والحصار والتجويع؟

وعن اي سلام عادل تتحدثون؟ هل هو سلام الضغط والتهديد والوعيد والابتزاز؟ او ربما سلام الوعود الكاذبة والاتفاقات غير المطبقة والمواعيد غير المقدسة؟ عن اي سلام عادل تتحدثون؟ هل هو سلام الراعي الاميركي المتنكر لقرارات الشرعية الدولية والمتعامل مع مصير الشعب الفسطيني كأنه صفقة تجارية؟ ام سلام الخيار الواحد غير القابل للتعديل او حتى للاستفسار؟

وعن اي سلام عادل تتحدثون؟ هل هو سلام المستوطنات ومزيد من المستوطنين؟ ام سلام مخازن السلاح ومحطات الانذار المبكر والامن للاسرائيليين؟

عن اي سلام عادل تتحدثون؟ هل هو سلام تبادل 6% من اخصب اراضي الضفة الغربية بـ2% من الاراضي الصحراوية القاحلة الملوثة بالنفايات النووية قرب غزة؟ ام سلام يتعامل مع الاراضي الفلسطينية كجزر متناثرة والقدس ثلاثا؟

واخيرا وليس آخرا، عن اي سلام عادل تتحدثون؟ هل هو سلام الدولة منزوعة السلاح على حوالي 65% من الضفة؟ او ربما السلام الذي يحل قضية اللاجئين وفق الرغبات الاسرائيلية؟

قد يقول قائل ان هذا الكلام عاطفي ومنحاز وخال من الموضوعية «لا بأس عليه» ولكن كيف يطلب من كائن من كان ان يتجرد من عاطفته ازاء قضية فتح عينيه عليها وربما يغلقهما قبل ان يراها تحل؟

وكيف يطلب منه الا ينحاز لقضيته وهو يرى راعي السلام ورئيس الدولة العظمى، عاجزاً عن التخلي عن انحيازه ويتنكر للشرعية الدولية؟

كيف يمكن الكتابة بموضوعية امام تصرفات الرئيس الاميركي الذي يحاول ان يرغم الفلسطينيين على قبول مقترحاته التي لا تلبي حتى الحد الادنى من مطالبهم الوطنية، كاساس لاتفاق فلسطيني- اسرائيلي ينهي الصراع، باسلوب «نفذ ثم اعترض»؟

كيف لا ينحاز ولا يتحدث او بالاحرى لا يكتب باسلوب عاطفي وهو يرى كلينتون يدين المسؤولين عن انفجار نتانيا والحزن باد عليه، بينما لم يدن القوات الخاصة الاسرائيلية التي كان ينتمي اليها الجنديان الاسرائيليان اللذان قتلا في رام الله في اكتوبر الماضي، لقتلها في يوم واحد في مدينة طولكرم مسؤولا كبيرا في حركة فتح، واعدام ضابطين فلسطينيين بدم بارد، برصاصة في رأس كل منهما بعد تعريضهما لاشد انواع العذاب وتكسير ارجلهما وايديهما واسنانهما وحشو فميهما بالتراب ومحاولة قطع انفيهما.

ولا يشعر الرئيس الاميركي بالحزن على الطفل عبد الرحمن خديش (4 سنوات) الذي قتله الاسرائيليون وهو يلعب امام منزله في مخيم بلاطة قرب نابلس، ولا على مقتل الطفل معاذ ابو عدوان (10 سنوات) في الخليل، ولا على تحرير رزق الذي قتله المستوطنون قرب القدس.

كذلك لم تدن الادارة الاميركية الجنود الذين اعترضوا طريق رجل فلسطيني في وسط الخليل، وانتهزوا فرصة خلو المنطقة من المارة بسبب حظر التجول، فاطلقوا النار على قدميه واقعدوه الارض.

وكانت الجريمة ستظل طي الكتمان لولا مصور وكالة اسوشييتدبرس الذي التقط صورة لاحد الجنود وهو يتحدث للرجل وصورة اخرى للفلسطيني وهو مطروح على الارض وقدمه مدلاة تنزف دما والجنود يرقبونه من على بعد.

وختاما، عن اي عاطفة وانحياز وموضوعية، إذاً يتحدثون؟ واي سلام اميركي في ظل هذه المعطيات والظروف ينتظرون؟