كارثة

TT

جميع برامج الكاميرا الخفية التي تم عرضها في رمضان والتي اصبحت طبقا رئيسيا في المائدة الرمضانية للفضائيات العربية، لم تحمل اي شيء جديد.

الفكرة تم استهلاكها الى درجة لم تعد محتملة، والمواقف التي يتم الاعداد لها، كانت تتسم في معظم الاحيان بالارتجال والابتذال والامعان في التهكم من الضحايا والنيل من كرامتهم، بدلا من اضحاكهم واضحاك الجمهور معهم.. وبالتأكيد فان الفرق شاسع بين الرغبة في المرح، والرغبة في الاستهزاء بالناس وايذاء مشاعرهم.. وهذه سمة من سمات الكوميديا العربية بشكل عام وليس فقط برامج الكاميرا الخفية.. فمعظم المسرحيات والافلام الكوميدية العربية تولي اهمية خاصة للمصابين بالسمنة او بالاقزام او بأي شخص يعاني من نوع ما من القصور في هيئته العامة.. وكلما كان الممثل قادرا على السخرية من شكل هؤلاء، نجح في اضحاك الجمهور.

انها حسب وجهة نظري رغبة عدوانية تتملك الجمهور الذي يذهب الى المسرح للاستمتاع بمشاهدة مصارعة معنوية غير متكافئة على الاطلاق.. لكن الغريب ان الجمهور يستغرق في الضحك كلما امعن الممثل في ايذاء مشاعر الشخص الذي امامه.

اننا نضحك من الضعف البشري ونسخر منه بدلا من ان نتعاطف معه.. وهذا يعني اننا نضحك بطريقة مرضية.

اننا نضحك بدافع العدوان لا بواقع المرح.. وهذه كارثة.