رد على البيان «المخفف»

TT

جاء الرد العراقي على البيان الختامي للقمة الخليجية في البحرين سريعاً وواضحاً، وشكل رسالة لكل الذين كانوا يطالبون بتخفيف اللهجة تجاه العراق، ولكل من يتحدثون عن مبادرات تجاه العراق.

بغداد لم ترد على تحية البيان الختامي بمثلها، بل تحولت كالعادة الى الشتيمة والتشهير، وبدلا من النقد الايجابي لبيان القمة الخليجية والمطالبة بأكثر مما هو في البيان، قامت بغداد بجهوم كاسح ضد مجلس التعاون الخليجي برمته. فهذا المجلس، في رأي العراق، «تحالف، بدائي... وهيكل هش لا يسد فراغا ولا يضيف ثقلا، وليس له وزن جدي على الصعيد الاقليمي». وتبارى الاعلام العراقي الرسمي في كيل الشتائم لمجلس التعاون مع التركيز على المملكة العربية السعودية والكويت.

اذا كان مجلس التعاون تحالفا بدائـيا وهيكلا هشا، وليس له ثقل، فلماذا يطالب العراق هذا التجمع الهش باتخاذ موقف لصالحه؟ واذا كان مجلس التعاون الخليجي كيانا هشا وهزيلا برأي الاعلام العراقي، واميركا وتكنولوجيتها يستطيع الجيش العراقي هزيمتها برأي وزير الدفاع العراقي، والجامعة العربية مؤسسة متآمرة، وايران عدوة، ومجلس الامن الدولي اميركيا، والعراق نجح في «المنازلة الكبرى»، في هزيمة تحالف دولي ضم اكثر من ستين دولة، فلماذا يضيع النظام العراقي وقته ووقت العراقيين في الهجوم على مجلس التعاون، وعلى الجامعة العربية والامم المتحدة؟ لماذا لا يشرع فورا في هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها؟ ولماذا يطالب العرب والخليجيين بتغيير مواقفهم منه؟

الجواب العراقي السريع على بيان القمة الخليجية «المخفف»، جاء بهذا الشكل الثقيل والعبارات الاستفزازية، وهو رسالة لبعض اشقائنا في الخليج ممن يرفعون راية المبادرات والصلح من دون ان يحاولوا التأكد من تلك الحقيقة المرة في بغداد، وهي انه لا جديد سوى استمرار سياسة التشهير والشتائم وحرب طواحين الهواء وافتعال معارك وهمية، والتمسك باستمرار الحصار. ففي مثل هذه الاجواء يتنفس النظام العراقي، وفي مناخات الازمات يمارس ادارته للشأن الداخلي والخارجي، ولعل خطاب ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز في قمة المنامة الاخيرة يستحق القراءة اكثر من مرة، لانه شخص الحالة العراقية بعين ثاقبة.