اليوسفي يغادر السياسة ليطوي تاريخا بأكمله

TT

لا يذوق المناضلون المغاربة، من قدماء المقاومة، ومن الاشتراكيين والشيوعيين، واليساريين عامة، طعم الفرح إلا نادرا. فهم بحكم أعمارهم، وانكساراتهم التاريخية، بين عذابات المعتقلات، وحرقات المنافي، وحسرات الغياب، قسرا أو اختيارا، لا يلتقون على الأغلب إلا في مناسبات المآتم والأفراح، لا تكاد تميز من هؤلاء المناضلين، من شدة إدمان الحزن فيهم، بين المفجوع والمعزى بالفجيعة. في مواكب الجنازات وأمام مقابر موتاهم تتسع أحضانهم، وتهدأ خواطر الغضب من بعضهم البعض. تؤجل الكراهية وأحقاد «الإخوة ـ الأعداء» والرفاق والأصدقاء الى حين قريب، وما أن يهال التراب إلا وتستأنف، دورة الحساب. ليس غريبا أن أسرة الاتحاد الاشتراكي (الحزب والصحيفة لسان الحزب الذي يغادره أمينه العام الاستاذ عبد الرحمن اليوسفي) لا تعرف فيها أخبار التهاني بالزفاف أو من ازدان فراشه ببنت أو ولد طريقا للنشر، كأنها مثلبة او ترف زائد، بينما تزحف التعازي على كل الصفحات.

في يوم الأربعاء 15 اكتوبر (تشرين الأول) المنصرم كانت العائلة الكبرى، او من تبقى من أفرادها من جيش التحرير والمقاومة والاتحاد الوطني للقوات الشعبية المنبثق منهما في نهاية خمسينات القرن المنطوي، وسليله الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقادته الكبار، وأطر أجهزته المنظمة، والمبعثرة، معا، والغاضبين، والمتمردين، والمنسحبين من هذا الحزب، والذين جاءوا من الماضي تغيم في عيونهم دموع الغربة والحنين، هؤلاء جميعا، وفي طليعتهم عبد الرحمن اليوسفي المقاوم والمناضل الاتحادي، رجل المنافي طاف بها عمرا برأس مطلوب للإعدام، يسيرون في جنازة محمد البصري، الشهير بلقب «الفقيه»، وهو المناضل التاريخي العنيد أبدا مع قادة جيش التحرير، والمنشقين الأوائل عن حزب الاستقلال، المناهضين للحكم المطلق، كما كانت الملكية موسومة بعد الاستقلال (1956)، ومن كبار المتهمين بالتآمر على النظام في أكثر من قضية، من المحكومين بالإعدام، رجال المنافي الطويلة.

كان أبناء الاتحاد قد حضروا لتوديع الفقيه زرافات ووحدانا، ومن كل فج عميق، وبدت مقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، أكبر قلعة للمقاومة في المغرب، في الظهيرة الحارة ليوم الأربعاء ذاك وقد تحولت ساحة لحشد جماهيري من تلك الحشود الضخمة التي كان الاتحاديون، زمن صمودهم ووحدة صفهم، وحدهم يملأون بها الملاعب والقاعات الكبرى في السبعينات والثمانينات، وفي سنوات قريبة، وصارت اليوم من دونهم قاعا صفصفا. في ساعة واحدة، وعابرة، تصالح أجداد وآباء وأحفاد الحزب الذي صار في شتات مع تاريخهم حول جثمان الفقيه البصري يوارى التراب جنبا الى جنب مع بطل المقاومة المغربية الشهيد محمد الزرقطوني، وسار أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ـ بعضهم لا كلهم ـ يتقدمهم الوزير الاول السابق، رائد تجربة التناوب التوافقي مع الملك الراحل الحسن الثاني، في انعطافة وحبكة سياسية نادرة في تاريخ الملكية واليسار بالمغرب الحديث، يتنازعه الاحساس والشك بين كونه يودع رفيق نضال ومنفى وعمر ووفاق وفراق، أم يودع عمرا، زمنا بأكمله، فيه بعضه، حياته، تاريخه، المسار الطويل لهذا الحزب الذي استشهد من أجله المهدي بن بركة، وعمر بن جلون، وانزوى المئات من أبنائه في عتمة السجون، وكافحت النخبة الحية فيه، والعمال والمثقفون والطلبة من أجل الديمقراطية ودولة المؤسسات... التي حين تبوأ المناضلون كراسيها، وتنشقوا عبير جنانها، شردوا عن الموضوع ونسوا الرهان «ولله في خلقه شؤون».

أما حين أبَّن السيد اليوسفي الفقيد في بيته فقد نطق في كلمته بإحدى العبارات التي لا ترد عادة بنبرتها ومحمولها إلا على لسان الكبار ـ والرجل كبير حتى ولو تهافت الصغار على الحط منه ـ وتعلقت أنظار الحضور بشفتيه تؤكدان العبارة القائلة بأن المصاب سيكون له «ما بعده». ويعرف المحنكون أن الحكم والسياسة نصفهما رموز وألغاز، في الاتفاقات والمحادثات والبروتوكولات والتصريحات، والإشارات المضمرة في أغلب الأحيان. ومن ضربها هذه العبارة المسكوكة، ما دامت مقتبسة من قاموس وأدبيات المفكر محمد عابد الجابري، وهو واحد من قلة لم يتخلوا عن الزعيم المنسحب وبادلوه وفاء بوفاء، ومنه الجود والوسوسة، ربما، بالكلمات الموحية من الوقت المناسب.

سيظل المنتظرون أبعد من توقع اي أمر جلل، فهم أعرف بالطبع الهادئ لمن كان بالأمس القريب يسير دفة حكومة التناوب ويخوض بها أمواجا مضطربة أحيانا بأعصاب باردة، وهم أدرى، كذلك، بخصلة أساس في شخصية تحسب ألف حساب قبل أن تقدم على أي قرار أو أن يحسم بعدم القرار. ومع ذلك فإن لغز العبارة لم يزد إلا تعقيدا، والتوقع تكاثف طبقات زادت تلبد سماء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد ان تفرق أهله شذر مذر، وحمى بينهم وطيس التناحر والاغتياب والملاسنات، مباشرة أو بوسطاء، كما افتضح ذلك في الساحة الإعلامية المغربية أخيرا، وصار الاتحاد ـ من أسف ـ بسببه معرة على كل لسان، ولمن يقعون خارج هذه الدائرة نحتاج الى التذكير ببعض المعلومات والمعطيات التي لا مناص من ذكرها ولا مجال لإنكارها بأي حال، وسنأتي عليها باختزال شديد لصيق المجال، في مقدمتها ان الاتحاد وجد منذ ولادته الاصلية (1959) وبعثه الثاني (1975) حاملا بذور التعدد والاختلاف، أي مكونا وفق اسمه من «القوات الشعبية»، وإن كان التعدد لا يقبل أحيانا بأكثر من «الحزب الوحيد»، ان التيار الوطني الاصلاحي ارتبط وتعايش فيه مع التيار الثوري (الانقلابي) او المؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير، أن المؤتمر الاستثنائي الذي انشق منه الاتحاد الاشتراكي (1975) رفع شعار العمل السياسي لتحقيق الديموقراطية لم يكن قادرا، لظروف قهرية واسباب اخرى، ان يتخلص من شرنقة مفهوم «المركزية الديموقوراطية»، وأن يبقي لزمن طويل مسألة الديموقراطية الداخلية في زاوية خانقة، مما كبت الاختلاف، وحجز التيارات، وفقس بيضة الضغائن، ان أوضاع القهر العنيفة التي كان الحزب يتقلب فيها، وتقص فيها اجنحته كلما هم بالطيران لم تكن تسمح بانتظام عمل منهجي وسلوك ديموقراطي داخل الحزب، هذا الحزب الذي عاش طويلا بجسد في الداخل ورأس بل رؤوس في الخارج منهم المنفيون، والمحكومون بالاعدام، والأمين العام عبد الرحيم بوعبيد نفسه الذي كانت باريس محطة أساسا له حيث يلتقي هو وغيره، مع عبد الرحمن اليوسفي، الذي يتأمل، ويعمل في المنظمات غير الحكومية، ويشير بصمت او يرسل تسجيلا صوتيا للمؤتمر الاستثنائي يزكي فيه النهج الجديد، ليمهد لعودة الطائر الشريد الى عشه القديم، وسيعود فعلا في مطلع الثمانينات ليبدأ صفحة جديدة في حياته.

عطفا على المعطيات السابقة فإن هذه العودة الأولى، للزعيم الذي يودع اليوم بلا أسف المعترك السياسي الوطني، ستكون بمثابة نشر أوراق بيضاء أو رمادية في مغرب الحسن الثاني تؤشر بنوايا متدبدبة، ملتبسة للتغيير، ولكن أكيدة، واحتاجت الى عقد من الزمن على الأقل لتعطي ثمارها الأولى، وتشاء الأقدار ومكر التاريخ أن يكون عبد الرحمن اليوسفي هو من يهز إليه بجذع نخلة الحكم ليساقط عليه الرطب الجني.

سوف يخلف الفقيد عبد الرحيم بوعبيد، الأمين العام (الكاتب الاول) دائما للاتحاد الاشتراكي في انتقال هادئ مبني على تراض حتمي، رغم وجود السيد محمد اليازغي في وضع الرجل الثاني دائما داخل الحزب، أي في موقع المستخلف الذي لا يخلف. وسوف تتوالى منذ هذه النقلة سلسة من الوقائع والتوافقات، والاحتكاكات مع السلطة، وفي الأهم ضرب من «الصفقات» ـ كما سماها خبراء السياسة ـ بين الحكم والمعارضة التي اعتبر الاتحاديون دوما رأس حربتها، هي التي قادت فصيلا منهم الى الصدع بالولاء الكامل في حضرة «الأعتاب الشريفة»، والانخراط في «لعبة» ما سمي بـ«التناوب التوافقي» باعتبار ان التناوب الحقيقي أتى نتيجة لصناديق الاقتراع، وليس هدية من الملك الراحل الى السيد اليوسفي يتسلم بموجبها حقيبة الوزارة الاولى في حكومة تقودها اغلبية جديدة من رعيل المعارضة، على أن يمثل هو وفريقه ـ هذا المشهد الفريد للمغرب الجديد ـ الضمانة والدليل للداخل، والخارج، خاصة، على حسن سلوك لبلد يريد عاهله أن يوفر له ـ وفي ايمانه طبعا ان الأْعمار بيد الله ـ «نقلة هادئة» ولولي عهده مسلكا معبدا، ولم يكن أفضل من «السي عبد الرحمن» الرافض بالأمس، الإصلاحي المطاوع اليوم، الذي لأنَ ولانَتْ عريكة مناضلي حزبه، لم يقطفوا ثمار الحكم وقد آن لهم ـ لبعضهم طبعا ـ قطافها... فأقسم الوطني الثائب على المصحف، وكان التناوب الذي اصبح في خبر كان.

يعي الذين عايشوا السيد اليوسفي عن كثب، وشاركوه في صنع الصغيرة والكبيرة في حكومة التناوب التي ترأسها طيلة أربع سنوات، ومنهم على الخصوص صديقه المهندس الحكومي البارع السيد أحمد لحليمي، أن الرجل قاسى شديدا خلال هذه السنوات، ونجح في قليل وأخطأ في كثير، وتكسرت فوق ظهره النصال على النصال، ولم يكن مرد ذلك الى عدم كفاية خبرة المعارضة السابقة في تدبير الجهاز التنفيذي، ولا تخبطها في محاولة سد ثغرات ماضي الفساد والاختلال بأشكاله، ولا في مصارعة سادة الأمس القريب ممن سموا بـ«جيوب المقاومة»، فان ذلك طبيعي الى حد ما وأسبابه مفهومة، والمعضلة والقسوة هي في ما كابده من رفاق الطريق الذين أعادوه من منفاه، وإقامته المتواضعة في مدينة «كان» جنوب فرنسا، في المرة الأولى، ثم، وبالشفاعة والترجي و«البساط الأحمدي» في المرة الثانية ليتولى تسيير دفة الحزب الميتم بعد وفاة بوعبيد، والفاقد للبوصلة بعد غضبته هو، والراغب في وضع رجل داخل الحكم، وإبقاء أخرى خارجه، الحزب الذي كان كله في حاجة الى هذا القائد، فيما لم يكن هو في حاجة إلا الى نفسه وقلة من الفاعلين الضروريين لتجسيد الإرادة التي أرادها الملك الراحل الحسن الثاني.

وبما أن تسيير الحكم ليس هو شم «الوردة الاشتراكية» التي استعارها الاشتراكيون المغاربة من حزب ميتران، فإن الخصومات لن تلبث أن تشتعل، فأتت على الأخضر أولا، ثم اليابس، على الصداقة والرفاقية داخل المكتب السياسي بانفراط عقده، وانسحاب عضوه الزعيم النقابي محمد نوبير الأموي، أمين عام الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ليليه العضو التابع الدكتور عبد المجيد بوزوبع، وهما معا وأنصار آخرون ممن انسحبوا من المؤتمر الأخير للحزب، سيشكلون حزبا جديدا يطلقون عليه اسم «المؤتمر الوطني الاتحادي»، وبذا سيخسر السيد اليوسفي، والحزب كله تماسكه الداخلي وواحدا من أقوى أعمدته. وقبل ذلك كان الرجل قد سعى وشارك بإيمان وحرارة في عودة الفقيه محمد البصري، وهيأ له مع السيد الأموي دخول الفاتحين، في يوم مشهود بمطار محمد الخامس، كل من لم يحضره شكك قدماء المقاومين ومناضلو الاتحاد في وطنيته. وزف الاثنان البصري في كل أنحاء البلاد. لكن شهر العسل لم يدم بين رفاق التحرير، وجيران المنفى الفرنسي. ففضلا عن «القنابل الموقوتة» التي انفجرت داخل حزب الاتحاد الاشتراكي، والجريدة الحاملة لاسمه، نعني الاحترابات والهزات التي نجمت عن عودة الفقيه، فان المقاوم العائد لم يكن مهيأ للاندماج في خط «الانضباط» التناوبي، ولا كان المتشائمون من عودته، من المتربصين في مداومة الجهاز الحزبي، ليسهلوا له إمكانية الاندماج. وقد اضطر قائد أوركسترا التناوب أن يقطع حبل السرة مع شريك العمر، ليس لأن الحلبة لا تتحمل بطلين في وقت واحد، ولكن لأن البراغماتية التي بات أو ظن أنه يدير دفة الأمور باسمها لا تحفل عادة بالصداقة والروح الرفاقية، ولا حتى «الكتلة التاريخية» الشعار والقضية الوحيدة التي تركت الفقيه يسبح في أمواجها، من المحيط الى الخليج.

أما اليابس الذي احترق به، وحوله فكثير، ويصعب إحصاؤه، ومنه الغاضبون منه لأنهم لم يستوزروا، وكثير من الاتحاديين «انتبهوا» كأنما بعد طول سبات أنهم لم يخلقوا إلا ليستوزروا (!). ومنه الذين رأوا ـ بصدق أو بمزايدة ـ أن الحزب حاد عن «سواء السبيل» وتحول الى بورصة للمناصب والمصالح، ونسي شهداءه وساوم بتاريخه، ومنهم من يستعجل حصول التناوب الداخلي ضمن الجهاز الحزبي، او يرى ان ساعته قد دقت وعلى «الشيوخ» أن يرحلوا أحياء، ومنهم من صفق الباب من شباب وجيل وسط، جاهرا بالتمرد ضد القيادة الاتحادية كلها التي اصبحت مشخصة بالكامل في عبد الرحمن اليوسفي، الذي يتمتع وحده بهيبة القائد، وفي السر ـ أي خارج المحافل الرسمية العلنية للحزب ـ توجه له تهمة الاستبداد بالشأن الحزبي، والتصرف على هواه.

والحق أن الاحتقانات داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كانت قد فاضت عن حدها، ولم تأت نتائج الانتخابات البلدية والجماعية الأخيرة في المغرب إلا لتقود الى الشوط الأخير في مسيرة الزعيم التاريخي. فقد مُني الحزب، كما هو معلوم، خسارة جل المدن التي كان نافذا فيها، وخرج عليلا من التجربة، ونسب الفشل كله إلى الكاتب الأول، والى مريده الأول السيد خالد عليوة عضو المكتب السياسي، وقد طُلب منهما معا ان يؤديا «الفاتورة» عدا «فواتير» أخرى ستعلن وتطلب حتما من آخرين في الوقت المناسب بينما تناسى المحاسبون كيف قبلوا الاستمرار في حكومة ألغت تناوبهم وأقصي عن رئاستها كاتبهم الأول، وكان الهم الأول لهم وللحزب الذي كيفوه هو الوجود بأي ثمن في الحكم واستمرار نعمه، وتلك قضية أخرى.

حين قال الزعيم الاتحادي الأخير، وكليم وسند المرحوم الحسن الثاني، ان وفاة الفقيه البصري سيكون لها ما بعدها، كان قد أتم حساب الربح والخسارة، وحزم أمره على مغادرة ساحة سياسية وبيت وعائلة امتنع، من شهامته، ان يصدر فيها وعنها أي حكم، ولعله تحفظ مدركا، وهو الفطن اللبيب، ان فيه الخصام وهو الخصم والحكم.. وهكذا قال ببساطة وداعا... وهو ينصرف، لكنه لا ينصرف وحده، فهو يطوي معه تاريخا بأكمله، وذاكرة، ونضالا، واستراتيجية تحرير.

ها هو ذا يسدل الستار بإرادته ـ رغم كل «الأيدي القذرة» ـ على ما يبغيه الفصل الأخير في حياته السياسية الحزبية، يعلن مغادرة جيل ومرحلة تاريخية وطنية كاملة من عمر المغرب الحديث، صنعها جيش التحرير، ورجال المقاومة، والمناضلون من اجل الديموقراطية والحرية، وحقوق الانسان، والعدالة الاجتماعية والمساواة.. و.. وعمر عنيف وكثيف، وعاصف، وخصب ومعقد امتد ما لا يقل عن نصف قرن الفائت، وأعطى ما أعطى للحاضر، ربحا وخسارة، أملا وخيبة، وفي كل حال فهو مرجعية أساس ومضمون الذاكرة الوطنية المغربية. ونستأذن من أستاذنا عبد الكريم غلاب، فنقول إن عنوان روايته الرائدة «دفنا الماضي» تجد دلالتها أقوى ما يكون الآن، وبالذات في اللحظة التي سار فيها عبد الرحمن اليوسفي في جنازة حبيبه ورفيق عمره ونضاله الفقيه البصري ليدفنا معا ما ضيهما، آه، ما ضينا كله، فماذا عن حاضرنا، بعد هذا الرحيل القاسي، وأين ومتى يا ترى سيكتشف مستقبلنا؟.. فيا لضياعنا!

* رئيس رابطة أدباء المغرب