أسئلة السلام المعقدة

TT

سلام الشرق الاوسط في الايام الاخيرة يثير علامات استفهام كثيرة تضاف الى مئات الاسئلة الحائرة في هذه العملية السياسية المعقدة.

هل يستطيع الرئيس كلينتون تحقيق معجزة ويخترق الجمود بخطوة كبيرة تكون بداية حقيقية «لشيء ما» اكبر مما يتوقعه المراقبون، وتنازلات في الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي اكثر مما يعتقده العارفون بتفاصيل الشرق الاوسط.

هل يستطيع الرئيس كلينتون ان يحدث تقدما حقيقيا خلال الخمسة عشر يوما المتبقية له في البيت الابيض لحل صراع دام واستمر خمسين سنة؟

لو فشل الرئيس كلينتون فما هي طبيعة الترتيبات للادارة الاميركية الجديدة تجاه عملية الشرق الاوسط، هل هذه القضية تمثل الأولوية للادارة الجديدة، وهل ستبدأ من الصفر او انها ستكمل ما يمكن اكماله.

ما هي نتيجة الانتخابات الاسرائيلية، هل نجاح شخصية مراوغة مثل باراك سيزيد الامور تعقيدا، ام انه سيشكل عامل ثقة له في الشارع الاسرائيلي تسمح له بالذهاب بعيدا في العملية السلمية. واذا نجح شارون فهل سنعود الى تجربة العرب مع الحزبين الاسرائيليين الرئيسيين، حيث قاد حزب العمل معظم الحروب ضد العرب، بينما قاد الليكود المحافظ والمتشدد معظم عمليات السلام.

على الجانب الفلسطيني، هل يستطيع عرفات ان يتصرف بيد مطلقة في اتخاذ قرارات مصيرية بشأن القدس واللاجئين والمستعمرات، هل يمتلك الاوراق بما فيها ورثة القيادات الفلسطينية الميدانية والنشطة من حركة فتح في الداخل، وورقة الاطراف الفلسطينية المعادية للعملية السلمية برمتها؟ ام ان الامر يتطلب حركة داخل الساحة الفلسطينية لاتخاذ موقف موحد سلبا او ايجابا.

على الجانب العربي، من الذي سيقرر تفاصيل العملية السلمية. هل يحتاج الامر الى اجتماع لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن القمة الاخيرة، ام ان اي تحرك يتطلب قمة عربية جديدة. وهل العرب مجمعون على موقف موحد او شبه موحد من تفاصيل ما هو مطروح في الورقة الاميركية، او اية اوراق اخرى مستقبلية. وماذا بشأن الاراضي العربية السورية المحتلة وملف التوطين وغيرها من القضايا المعقدة.

يبدو اننا جميعا نرى قمة جبل السلام من بعيد، ونعتقد اننا جميعا نرى شيئا واحدا، ولكن من الواضح انه كلما اقتربنا من هذا الجبل اختلفنا في التفاصيل، ووجدنا ان الامور اكثر تعقيدا مما يعتقد اكبر المتفائلين، واكثر المطلعين على بواطن الشرق الاوسط.