ليس بالرجل وحده تحيا المرأة!

TT

هناك بعض المناسبات تثير حزن غير المؤهلين لاستقبالها. ومن هذه المناسبات التي يفرح لها البعض ويحزن لها البعض الآخر غير المؤهل لاستقبالها، هي مناسبة «عيد الحب» الذي يمر على المرأة غير المرتبطة برجل فتشعر أنها منبوذة، ليس فقط من المجتمع المحيط بها وإنما أيضا من كل وسائل الإعلام التي تخصص برامجها وأحاديثها ولقاءاتها للمحتفلين بالعيد. هذا ما تقوله الدكتورة «بيجي الأم» الطبيبة المتخصصة في مجال الصحة النفسية ومساعدة الإنسان على إحداث التوازن النفسي والشعوري بداخليه.

إذا كانت وسائل الإعلام دون قصد منها تشعر المرأة على وجه التحديد بأن قيمتها العقلية تنحصر في قدرتها على اجتذاب الرجل المناسب ليكون زوجا لها، فإن من الصعب على المرأة ـ في مجتمع لا يتوقع منها أن تعيش بمفردها ـ أن تحيا حياة عادية بدون زواج.

ويعمل المجتمع ومعه وسائل الإعلام على حث المرأة على ضرورة الإسراع بالعثور على الزوج المناسب والانتهاء من تلك المرحلة التي تكون فيها المرأة بمفردها، بالرغم من أن المرأة يمكنها أن تحقق ما تريده في كثير من المجالات وتحرز أحيانا تفوقا على الرجل، إلا أن نظرة المجتمع لا تتغير فالمرأة التي لم تستطع الحصول على زوج فكأنها لم تنجز شيئا!

تؤكد الدكتورة بيجي أن الرسائل التي يرسلها المجتمع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى المرأة بأن عليها الإسراع بالحصول على زوج قبل فوات الأوان، تؤثر سلبيا على صحتها النفسية، وأنه حتى المجلات النسائية التي من المفترض أن تراعي صحة المرأة النفسية تنشر تحقيقات ومقالات تحث المرأة فيها على السعي للحصول على الزوج، وهي المقالات والتحقيقات التي معظم عناوينها كالتالي: «101 طريقة للظهور بصورة أجمل من أجل الحصول على رجل الأحلام»، أو «101 طريقة للحصول على رجل».

وهكذا تمارس المجلات النسائية ضغوطا على المرأة حتى لا تركز في أي شيء آخر سوى اصطياد الزوج المناسب وكأن حياة المرأة كلها أصبحت تدور حول هذا الهدف وحده.

وتنهي الدكتورة بيجي حديثها بالتأكيد على أنه يتعين على المرأة أن تدرك أن قيمتها لا تتحدد بحالتها الاجتماعية، وأن المرأة التي تحيا بمفردها دون زوج يمكنها أن تحيا حياة بصورة طبيعية، وأنه إذا كانت علاقات الحب والمشاركة والتفاني بين الزوج والزوجة هي شيء رائع، فإن الذين لا يستطيعون الحصول على مثل هذه العلاقات يمكنهم الاستمتاع بحياة رائعة أيضا بمفردهم وليس عليهم أن يوقفوا مسيرة حياتهم انتظارا للشريك الذي قد لا يأتي.