ملكة المخدرات!

TT

هل يمكن لامرأة ان تدخل عالم عصابات مافيا تهريب المخدرات وتحقق نجاحا وتفوقا فيه على الرجال؟ يجيب الكاتب الاسباني الشهير ارتورو بيرز ديفرت عن هذا السؤال بنعم، ويؤكد اجابته تلك من خلال رسمه ملامح شخصية ارملة تعيش بمفردها في يخت فخم في عرض المحيط وترأس عصابة لتهريب المخدرات، وذلك في روايته الأخيرة «ملكة الجنوب».

تدور أحداث الرواية حول الأرملة المكسيكية تيريزا مندوزا التي كانت متزوجة من طيار يقود طائرة شحن صغيرة، وبعد وفاته قررت ترك المكسيك والذهاب الى إسبانيا لكي تبدأ هناك حياة جديدة ومختلفة، حيث قررت الدخول الى عالم تجارة المخدرات.

وبفضل هذه التجارة أصبحت تيريزا سيدة أعمال قوية عملت مع عصابات تهريب المخدرات. وبعد فترة استطاعت ان ترأس اكبر عصابة لتهريب الكوكايين في دول البحر الابيض المتوسط، وبعد ذلك بدأت توطد علاقاتها مع المافيا الروسية.

على الرغم من ان هذه الرواية هي أولى روايات الكاتب الإسباني الذي يجعل البطل الرئيس فيها امرأة، إلا انه برع في تصوير شخصية تيريزا التي تتسم بالتناقض بين طبيعتها كامرأة وبين عملها كرئيس عصابة تهريب مخدرات، فهي في الرواية تشعر أحيانا بالوحدة وبالضعف وباحتياجها الى الرجل، لكنها مع ذلك تقوم بإدارة أعمالها من داخل اليخت الذي تقيم فيه في عرض المحيط بلا رحمة أو تردد، فهي تتصف بالعناد والإصرار على بلوغ هدفها، وهي الصفة التي ساعدتها على الوجود بين أفراد عصابات المافيا العالمية.

تتوالى أحداث الرواية التي تزيد صفحاتها عن ستمائة صفحة من خلال المطاردات العنيفة بين افراد عصابة منافسة تارة وبين رجال الشرطة تارة أخرى، لكن مع ذلك تنجح قرصانة المحيط (تيريزا) في عدم الوقوع في أي فخ ينصب لها.

عرف الكاتب الاسباني ارتورو بكتابته لقصص المطاردات التي تتسم بالإثارة والتشويق منذ بدأ مشوار الكتابة الروائية في وقت متأخر، إذ انه كان يعمل من قبل مراسلاً للتلفزيون الإسباني، لكنه ترك العمل في الصحافة والاعلام منذ عشرة أعوام وآثر التفرغ للكتابة الروائية التي يفضلها على أية كتابة أخرى. وربما كان ذلك هو السبب في نجاح كل رواياته التي صدرت تباعا وحققت أعلى نسبة مبيعات في اسبانيا.