التكفيريون بلا مشايخ

TT

لا تزال الجماعات التكفيرية والمساندة لها في حال مضطربة ليس بسبب فقدانها بعض افرادها او خططها او مخزونها بل لأنها فقدت اهم سلاحين في جعبتها. فقدت ابرز اثنين من مراجعها الدينية اللذين استخدمتهما بكثافة في الماضي، يحثان على الانخراط في صفوفها، والتبرع بالمال لها، ويحرضان على القتل باسم الجهاد. صدم الشيخان مع ملايين الناس التي روعها ما حدث في مجمع المحيا السكني فتراجعا علانية على التلفزيون امام الملأ.

بعد ظهور الشيخ علي الخضير ثم الشيخ ناصر الفهد على التلفزيون في حوارين مع الشيخ علي القرني بهت دعاة التكفير وصاروا مجرد سكاكين تطعن بعضها.

احد مواقع الاصوليين هاجم الشيخين وزعم انهم كتكفيريين لم يصدموا بتراجعات «من بطولة «الشيخين علي الخضير والشيخ ناصر الفهد، واستسلم معلنا ان التراجع المقبل قد يكون من شيخهم التكفيري الثالث الشيخ احمد الخالدي.

في حيرة وارتباك وسط الجماعة التكفيرية هاجم احد مواقعهم كل علماء الدين معلنا «لا ندري متى يستيقظ بعض الدعاة والمشايخ من غفلتهم» بل هاجم كل الناس ايضا «ألا يتقي شعب الجزيرة الله في نفسه». بعد هذا لنسأل من بقي من الناس لم يكفر او يسفه؟

وعبر الموقع بصدق عن حالته قائلا «صدم الناس بحق من المقابلة التي اجراها المدعو عايض القرني، صدموا لان عايض كان محبوبهم». هذا رأيهم في الشيخ عايض. ماذا يقول التكفيريون عن مراجعهم التي كانت من صناعتهم الى ان انقلبت عليهم؟ في البداية دافع بحياء، «استعجل البعض من (اخواننا التكفيريين) فوصموا فضيلة الشيخ علي الخضير بالتحول من الايمان الى النفاق». حاول ان يدافع لحفظ ماء الوجه لكنه لم يطق صبرا فهاجم مرجعه السابق وسخر منه واورد ضده اسوأ مما كان يدافع به عنه، «ان الشيخ اذا قال ما قال عن اقتناع فانه، اي الخضير، حكم على نفسه باسم الكفر لانه كفر تركي الحمد ومنصور النقيدان ومن كان ذلك حاله فقد سقطت عدالته ولم تقبل فتواه». وسخر من شيخه السابق «انه حكم على نفسه بالجهل المركب حيث نصب نفسه في الفتوى في قضايا خطيرة ثم تراجع عنها.. انه غر وساذج»، ويا ليته لم يبدأ مدافعا فقد اختتم مطالبا بمعاقبة الشيخ الخضير معلنا «انه اعترف انه ساهم في تشويه الاسلام وتشويه سمعة العلماء وبالتالي وجبت عقوبته». وبعد ان كال للشيخ الخضير سيئ القول انهاه بقوله ان «الواجب ألا يلتفت الى مثل هذا الكلام الفارغ».

أين الكلام الفارغ؟ هل ما قاله الشيخ عندما استحل دماء الناس ام عندما اعترف بتحريمها؟

الحقيقة ان هؤلاء صاروا عراة بلا مشايخ او جمهور، استهلكوا صورتهم التي انطلت لوقت طويل على علماء وطلاب علم ومتطوعين وممولين.

[email protected]