الخصوصية.. انتهت!

TT

مع انهيار برجي التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاجون في واشنطن في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 قررت الولايات المتحدة الامريكية تبديل سياستها الخارجية والداخلية معا والبدء في دخول حربين في الخارج والداخل. اما الحرب الخارجية فهي الحرب التي شنتها، ولا تزال تشنها ضد الارهاب في العالم والتي خاضتها في افغانستان اولا ثم العراق ثانيا.

اما الحرب الداخلية التي خاضتها الولايات المتحدة ولا تزال تخوضها فقد بدأت بتشديد اجراءات الامن داخل كل الولايات الـ51 بفرض رقابة مستمرة على مواطنيها وعلى مواطني الدول المختلفة الذين يقطنون الاراضي الامريكية. وتتم عملية المراقبة هذه من خلال جهاز معلومات اطلق عليه اسم «نظام المعلومات للرقابة المسبقة»، ومن خلاله يمكن التعرف على هوية الافراد وعناوينهم وارقام بطاقات الائتمان والتأمين الصحي الخاصة بهم، وبالطبع عند معرفة هذه المعلومات وغيرها تسهل عملية الرقابة المشددة خصوصا لحاملي جنسيات اخرى غير الجنسية الامريكية. وهذا النظام الجديد الذي يجمع بداخله كل المعلومات المطلوبة عن اي شخص يستطيع بعد فرز المعلومات تحديد درجات خطورة الاشخاص الموجودين على الارض الامريكية او الساعين الى دخولها.

عندما يرغب اي شخص دخول الولايات المتحدة الامريكية يتم ادخال كافة المعلومات الخاصة به الى «نظام المعلومات للرقابة المسبقة» الذي يحدد درجة خطورته على الامن القومي الامريكي. فعلى سبيل المثال تضيء شاشة النظام باللون الصفر على الفور اذا كان الزائر مسلما وقادما من الشرق العربي، وعندئذ يكون في استطاعة العاملين بالمطار تصويره واخذ بصماته كاملة ووضع كل ذلك في ملف يحمل اسمه ويحمل المعلومات المتعلقة لتكون متوفرة عند الطلب والحاجة.

أما اذا كان الزائر غير مسلم وغير شرقي، عندئذ تضيء شاشة النظام باللون الذي يناسب بياناته الشخصية، فمثلا يضيء اللون الاخضر ليدل على ان الشخص ليست لديه سوابق جنائية او قضائية، ويضيء اللون البرتقالي في حالة الاشخاص المشكوك في امرهم، اما اللون الاحمر فيضيء ليدل على اصحاب السوابق في ارتكاب الجرائم الذين يتم منعهم من دخول البلاد.

ولان القانون الامريكي يمنع التلصص على حياة المواطنين فان السلطات الامريكية تتحايل على قانون البلاد بان تتعاقد مع شركة خاصة تقوم بعمليات التجسس نيابة عنها وبذلك تكون السلطات الامريكية قد تفادت خرق القانون.

هذا بالاضافة الى سلطات مكتب التحقيقات الفيدرالي في الاطلاع على الحياة الخاصة للافراد!

هذه الانظمة الرقابية الصارمة تتطلب جمع اكثر من ستة مليارات ملف بعدد سكان العالم ويا لها من مهمة شاقة.