حاول أن تطير!

TT

نظرة الطائر الثاقبة التي تطل من عل ، وتتعرف على حقائق المشهد في تمامه، هل هي التي دفعت كارول سبيني بطل حلقات برنامج الاطفال الشهير «سيسمي ستريت» او «عالم سمسم» لكي يرتدي حلة الطائر الاصفر الكبير ويعلم الاطفال معاني الحياة والسلوكيات الحميدة التي تساعدهم على مواجهة المواقف الصعبة وتؤهلهم لكي يصبحوا بالغين راشدين؟

بعد اربعة وثلاثين عاما ظل خلالها كارول سبيني يرى العالم من خلال عين الطائر الضخم وردائه في مسلسل الاطفال الشهير بعد ترجمته الى عدة لغات وعرضه على شاشات تلفزيون عالمية وعربية، قرر سبيني ان يؤلف كتابا بمساعدة جيسون ميلجان ينقل فيه حكمته التي استقاها اثناء تجسيده شخصية الطائر الكبير والتي مفادها ان هناك طائرا في داخل كل انسان وعلينا جميعا ان نبحث عنه في داخلنا الى ان نجده ونحلق به في آفاق الحياة.

كل فصل من فصول الكتاب «حكمة الطائر الكبير» يشرح حكمة مفيدة استطاع سبيني اكتسابها عن طريق عمله في البرنامج ووجوده داخل الطائر الكبير، هذا العمل الذي جعله يكتشف ان الدروس التي كان يعلمها الطائر الكبير للاطفال هي نفسها الدروس التي ساعدته على النجاح في الحياة والشعور بالرضا الكامل عن حياته.

المدهش في الامر ان الكثيرين جدا من الاطفال الذين تربوا على دروس حكم الطائر الكبير لم يتعرفوا على الشخص الذي كان يحدثهم من خلف رداء الطائر ويتحرك به ويشاهدونه على شاشة التلفزيون الا بعد صدور الكتاب وقراءته.

كارول سبيني الذي ظل داخل الطائر الكبير منذ بدء عرض برنامج «سيسمي ستريت» عام 1969 وحتى الآن يعبر في كتابه عن زهوه بعمله الذي منحه بهجة التحدث الى اطفال العالم بالرغم من تعب وجهد السنوات الطويلة التي كرس خلالها حياته كلها من اجل تقديم هذا البرنامج الذي اسعد ولا يزال يسعد ملايين الاطفال في كل مكان في العالم، والذي اثر فيهم صاحبه بقلبه الكبير الذي ساعد الكثيرين من الاطفال على حب الحياة والناس.

لا يعرف معظم المشاهدين للبرنامج من الصغار والكبار ان رداء الطائر الكبير يخلو من فتحات للعينين وان كارول يرى فقط من خلال شاشة تلفزيون تعطيه منظورا شاملا عن حركاته وحركة من حوله..

تعلم حكمة الطائر.. حاول ان تحلق بعيدا.

[email protected]