دعم المعارضة في إيران

TT

تحدثت بغضب احدى المستمعات الى اذاعة موجهة لايران عن نظام محمد خاتمي، الرئيس الحالي لايران، بقولها انها لا ترى فائدة ترجى من ان ينفذ وعوده، «اعطيناه ست سنين ولم يفعل شيئا»، وفقا لتقرير نشرته «الفاينانشال تايمز» عن تنامي التيار الداعي الى التغيير في ايران.

ورغم تزايد اشكالات الداخل فان لا احد يتصور ان تكون هناك مواجهة عسكرية خلال السنة المقبلة مع ايران حيث ستكون سنة انتخابات في الولايات المتحدة. فالرئيس لن يغامر بالتورط في ازمة دولية ثالثة والنار لم تطفأ بعد في افغانستان والعراق، لكنه قادر على ترتيب الساحة للتغيير في ما بعد، خاصة إن كسب الانتخابات، وهذا توقع يستحق الانتباه اليه.

فأحدهم يشير الى ان الخارجية الاميركية، التي تعتبر اكثر المؤسسات الحكومية تعقلا، تشعر ايضا بان الوضع في ايران يجب ان يتغير، ليس بالضرورة من خلال تغيير النظام بالقوة الخارجية لكن من خلال تقديم المزيد من الدعم للمعارضة الايرانية المتنامية. ورأيهم مثل رأي السيدة التي قالت ان ست سنوات لم تفلح في تعديل شيء وراء قائد معتدل يحظى بشعبية كبيرة، ويوصف بانه يمثل الجسر الاخير بين الناس والنظام.

وابرز المآخذ على ايران واكثرها ازعاجا استضافتها لقيادات وعناصر من القاعدة في الشمال الشرقي من البلاد، ومنها وجهت القاعدة عدة عمليات عسكرية للتنظيم في المنطقة، ويذكر ان الادلة اصبحت جازمة بصحة الدعوى.

الشعور العام ان ايران لن تتوقف عن دفع حظوظها في التأثير على المنطقة مستخدمة ثلاث قضايا; الاولى دعم القوى الفلسطينية الرافضة لتعطيل اي مشروع سلام مقبل، والثانية دعم تنظيم القاعدة السني المتطرف لتهديد المصالح الكبرى في المنطقة، والثالثة السعي للاستيلاء على النفوذ الشيعي في العراق، مستفيدة من عشرين عاما دعمت فيها المعارضة وسبعة اشهر من التخبط الاميركي في ادارة البلاد.

واشنطن تدفع بسرعة لايصال اصوات المعارضة الى داخل ايران، وهي قادرة بالتأكيد على انهاك النظام واشغاله في نفسه ردا على مشاغباته في المنطقة. لكننا ندرك، وعسى ان تدرك واشنطن الامر نفسه، ان ايران ليست العراق المتهالك ونظام الآيات ليس مثل صدام المنبوذ، فهي قوية في الداخل وللنظام شعبية بين فئات لا تزال تعتبره مرجعها، وان كانت المعارضة بين الشباب تنمو يوميا. لن تكون معركة طهران عشرين يوما مثل حرب بغداد بل طويلة ومعقدة وربما مضاعفاتها اكثر خطورة مما نراه اليوم في العراق.