الملا .... جاك شيراك

TT

معركة الرئيس شيراك مع الحجاب الاسلامي مسألة فيها نظر، وتتعارض مع مبدأ الحرية الشخصية. فالرئيس شيراك عندما يعلن رفضه ارتداء الطالبات المسلمات للحجاب في المدارس الفرنسية يوجه رسالة خاطئة لا علاقة لها بالعلمانية التي يدعو اليها.

يذكرنا هذا الموقف بالملالي في ايران وبحركة طالبان في افغانستان حيث يفرض الحجاب على النساء الايرانيات بالقوة وتتدخل الشرطة اذا وجدت سيدة ايرانية تسير بدون حجاب، وهو ما دفع بملايين النساء الايرانيات الى ارتداء حجاب يغطي نصف الرأس كنوع من التعبير عن رفض فرض الحجاب بالقوة. والرئيس شيراك يبدو في موقفه هذا مثل واحد من ملالي ايران لان النتيجة النهائية لا تختلف عن موقف الملالي. ففي حالة ايران يفرض الحجاب بالقوة، وفي حالة شيراك ينزع الحجاب بالقوة، اما الانسان وحريته في الاختيار فهو ضحية هذه المواقف.

المعركة مع التطرف ومع الارهاب ومع القراءات الشاذة للاسلام تتعارض مع بعض التصرفات الغريبة والشاذة كمنع الطالبات من ارتداء الحجاب، فلا علاقة بين ارتداء الحجاب والتطرف، كما ان تغطية الرأس في بعض الدول العربية عادة اجتماعية اكثر منها تعبيراً عن موقف ديني. وفي اوروبا ملايين النساء الغجريات غير المسلمات اللواتي يغطين رؤوسهن، وفي اميركا طوائف دينية عديدة مسيحية لا تسمح تعاليمها للمرأة بالخروج حاسرة الرأس وهي لا تسمح للرجل ايضا بالخروج الى الشارع دون عمامة.

الرئيس شيراك يقول ان ارتداء الحجاب في المدارس هو تعبير عن موقف ديني لا يجوز السماح به في دولة علمانية. فماذا سيفعل الرئيس شيراك بالطلبة اليهود في المدارس الفرنسية الذين يغطون رؤوسهم بالطاقية اليهودية المعروفة التي تغطي قمة الرأس والتي هي اشارة الى انتماء الشخص الى اليهودية. وما هي الضجة التي سيثيرها لو اتخذ قراراً مثل هذا. وهل يجوز ان تكون اهتمامات رئيس دولة عظمى هي ماذا يلبس الطلبة في المدارس، وما هو التهديد الذي يمكن ان تشكله طالبة مسلمة تلبس الحجاب في مدرسة فرنسية، للنظام العلماني، ام ان خلط الأوراق في الحرب على الارهاب اصبح حقيقة لا بد من التعاطي معها.