الحل القشطيني للمسألة الفلسطينية

TT

في هذا الوقت الذي يتباشر فيه العالم بما جرى في جنيف من اتفاق غير رسمي بين اسرائيليين يساريين وفلسطينيين واقعيين، يضاف الى مئات الاتفاقات والحلول التي طرحت عبر السنين ونامت على الرف طوال السنين، خطر لي ان كل هذه الاتفاقات ماتت وقبرت لأنها لم تقم على شيء علمي عقلاني. هذا هو العيب. وأنا كشخص مؤمن بالعقل والعلم ولا اعطي اي وزن للنزعات العاطفية والروحية توصلت الى هذا الحل العملي في ضوء مطالعاتي للدراسات العلمية التي جرت مؤخرا.

لقد ثبت الآن من المسح البايولوجي لسكان الشرق الاوسط ان الفلسطينيين هم الذين يحملون جينات بني اسرائيل. وهذا شيء يمكن تفسيره علميا وتاريخيا بسهولة. فمن الاخطاء الشائعة ان نبوخذنصر أخذ الشعب اليهودي كسبايا الى بابل. هذا شيء غير ممكن. فمن أين يأتيهم بالطعام الكافي في مسيرتهم عبر بادية الشام، وكتب التاريخ تقول إن الكثير من جنوده كانوا يموتون جوعا قبل وصولهم للمعركة. من أخذهم لبابل لم يتجاوزوا الخمسين الفا. اختار منهم فقط البنات الكحيلات والاولاد الحلوين واخذهم لبابل. وهو طبعا ما يفسر مستوى الجمال العالي ليهود العراق، وايضا السلوك المعروف عن ابناء الحلة المجاورة لبابل. بقي الآخرون في فلسطين. جاء البيزنطيون فتنصروا وجاء المسلمون فأسلموا. انهم في الحقيقة اليهود الاصليون. لا أدل على ذلك من تعلقهم بأداة النفي «لا». فمهما تعرض عليهم يقولون: «لا». لقد ورثوا هذا الحب لأداة النفي من الوصايا العشر التي تبدأ كلها بهذا الحرف.

انزع الشماغ عن رأس ياسر عرفات وخذه الى غلولدرزغرين وسترى كيف يحسبه السكان واحدا منهم. كل هؤلاء الاشكنازيين ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الاشقر لا يحملون اي جينات يهودية في عروقهم. هنا نجد الحل العملي للمسألة الفلسطينية. ما على الفلسطينيين غير ان يعودوا إلى ما آمن به آباؤهم في القدم ويرجعوا الى دين موسى عليه السلام. فتكون ارض الميعاد ارضهم. ولا يجرؤ احد من اللوبي الصهيوني ان ينازعهم فيها. وبعين الوقت يكتسب كل اللاجئين والمشردين الفلسطينيين حق العودة الى فلسطين حسب قانون العودة الاسرائيلي. وبهذا تحل مشكلتهم بدون اي نقاش او قيل وقال. وما ان يستتب ذلك ويستقيم الامر حتى يلتفتوا الى شارون وجماعته ويسألونهم من جاء بكم الى هذه الارض، ارض الميعاد؟ افرنقعوا عنها. وبهذا يحل اليوم الذي يحقق فيه الفلسطينيون ما حلم به احمد الشقيري فيرمون بهم في البحر ويتركونهم يسبحون العشرين الف ميل الى نيويورك وبوسطن حيث يوجد ذووهم ووطنهم الحقيقي.

يبقى اليهود الشرقيون، وعلى رأسهم يهود العراق، حقا انتم اخواننا وأولاد عمنا. ما فيش نقاش، ولكن من أين جئتم بكل هذه الخرافات والحكايات والخزعبلات البابلية والسومرية وحشرتموها في ديانتنا؟ تعال يا ولد يا حسفيل! هات القلم والمقص وسلة المهملات واشطب وقص وارم بالسلة. يا عيب الشوم عليكم. قعدتم في بابل خمسين سنة وعلمكم العراقيون على شرب العرق والكلام الفارغ عن عالم الاموات وصدقتم ما يقولونه. بهذا تعود الاصالة لليهودية والفلسطينيون الى دينهم القديم والارض لورثتها الحقيقيين ويتخلص الشرق من كل هؤلاء الدخلاء. حل عملي معقول. لا يعيقه عائق سوى تلك الاداة اللعينة، حرف النفي «لا» التي يهيم شغفا بها كل فلسطيني. ولِمَ لا؟ فهي كل ما بقي في ذاكرتهم من دينهم القديم.

www.kishtainiat.com