ماذا يريد المجتمعون في القاهرة

TT

لن تستطيع مصر ولا غيرها ان تكون فلسطينية اكثر من الفلسطينيين، واذا فشلت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة في الاتفاق على الحد الادنى فانه لا أحد يستطيع ان يفعل شيئا سوى الدعاء بالهداية لهذه القيادات المتفرقة المتناحرة.

معظم المجتمعين في القاهرة يعتبرون من اجتمعوا في جنيف خونة مارقين خارجين على الصف، فماذا لدى غير الخونة وغير المارقين ليقدموه لشعبهم ولأصدقائهم ولمن يخافون عليهم سوى الخلافات والتناحر والمزايدة السياسية.

القيادات التي اوصلت شعوبها الى الانتصار كانت دائما قيادات ذات رؤية متقدمة لا تحركها الغوغاء، ولا يحركها المحبطون والباحثون عن «الشعبية» على حساب مصالح الأمة. والذين يستخدمون «الجماهير»، و«مطالب الجماهير» عذراً للاستمرار في حفلة المزايدة لن يصلوا إلا الى طريق مسدود.

التسابق بين الفصائل الفلسطينية اصبح على المزايدة وليس على برنامج الخلاص الوطني والخروج من الانتحار الجماعي، وكلما زايد طرف فلسطيني بالشعارات اجاب عليه الطرف الآخر بمزيد من الشعارات وخاصة انها لا تكلف اصحابها سوى الكلام بينما تكلف الشعب الفلسطيني المزيد من الضحايا ومصادرة الاراضي والاستمرار في بناء المستوطنات والجدران.

نعتب على هذه القيادات الفلسطينية التي نرى ان العالم كله يتحرك بكل اتجاه وهي تجلس في مكانها تعيقها خلافاتها عن الحركة وعن اتخاذ القرار الشجاع والواضح بخيارات واضحة وشجاعة. وكما ان للحرب تكلفة فان للسلام تكلفة، وكما ان للحرب وضوحاً تعبر عنه اصوات المدافع فان للسلام وضوحاً تعبر عنه المواقف السياسية المحددة والواضحة وغير الضبابية.

لو سألنا العدو أو الصديق.. ماذا تريد الفصائل الفلسطينية لعجزنا عن الاجابة.. واذا عجز أصحاب القضية عن مواجهة الاسئلة الملحة فما الذي يمكن ان يقدمه الآخرون مهما تعاطفوا وحسنت نواياهم. فأهل مكة أدرى بشعابها... والحالة اصبحت اكثر من مأساوية.