سقوط صدام.. سقوط مرحلة

TT

باعتقال صدام حسين تنتهي مرحلة من الرعب والقتل والتدمير والاستهتار بالانسان وقيمته!!

امهات كثيرات سيشعلن الشموع ويحتفلن بمقتل الطاغية. امهات في كل مدن العراق وفي كل قرى ايران واحياء الكويت وكل مكان وصلت اليه يد الطاغية سيرفعن ايديهن بالشكر بعد ان اذاقهن صدام حسين مرارة فقدان الأحبة وتشريد الملايين والمقابر الجماعية!!

شكل صدام حسين تجسيدا لروح الطاغية التي لا ترحم. وكان نموذجا لديمقراطية القتل والتدمير فلم يستثن احدا من جرائمه. بدأ بأقاربه، من حردان التكريتي مرورا بعدنان خير الله شقيق زوجته الى حسين كامل وزير تصنيعه الحربي وزوج ابنته، مرورا ببقية ازواج البنات، ثم برفاق حزبه الذين صفاهم عبر «وجبات متعددة» دون محاكمة ودون رحمة!!

كان تكريتيا فكانت مدينة تكريت اكبر ضحاياه. وكان بعثيا فكان رفاق حزبه اكبر ضحاياه. وكان اشتراكيا نجح في افقار الفقراء وتحويل مدن وقرى العراق الى خرائب. وكان قوميا فلم يطلق طلقة واحدة باتجاه اسرائيل بل داست دباباته ابناء امته. وكان مسلماً فطحن مسلمي ايران دون رحمة.

كيف تحول السجان الى سجين. وكيف اصبح السؤال الصعب اين يمكن محاكمة صدام حسين؟ هناك صعوبة محاكمته في العراق لسبب امني وهو انه من الصعب تأمين مكان آمن للرجل الذي ارعب الملايين فسبحان مغير الاحوال كيف اصبحت المهمة تأمين مكان آمن لرجل لم يأمن الناس شره!!

سقوط صدام هو ضربة لبقايا حزب البعث الذين يقومون بالتخريب والارهاب وتخريب البنية التحتية وقتل المدنيين والشرطة. وسقوطه ضربة كبيرة للارهاب الدولي فلقد كان احد الاسماء اللامعة بين قائمة المطلوبين الدوليين وسقوطه سيساعد على استقرار العراق.

وتأكد الجميع ان صدام ونظامه اصبحوا جزءا من التاريخ. وبالتأكيد فإن صدام حسين كان نموذجا للرعب حتى عندما كان مختبئاً، وكان هناك شعور بالرعب لدى الكثير من العراقيين من مجرد الحلم او التفكير ان صدام ما زال طليقاً.

نهاية صدام باعتقاله وربما محاكمته واعدامه او قتله قبل محاكمته هي درس لكل الطغاة والمستبدين بأن الظلم ظلمات، وان الاستهتار بأرواح الناس لا يمكن ان يستمر الى أبد الآبدين.

اعتقال صدام هو نهاية مرحلة سياسية في العراق، وبداية مرحلة.