لنصغ عميقا لنداء الكون

TT

لم يسبق للروح الأميركية ان حدتها حدود، ولا مبرر لأن يحصل هذا الآن. وارتباطا بالزعامة الأميركية المستمرة في الفضاء يمكننا ان نوسع الاستكشاف ونزود الجمهور الأميركي بمزايا مستمدة من البحث وتكنولوجيا الفضاء.

ولا ينبغي ان تكون العودة عن مثل هذا الوعد، بسبب تراجعات معينة، الخيار الذي نسعى اليه.

ومن المؤكد انه بعد الحادث المأساوي الذي حطم المكوك الفضائي كولومبيا، بدأت بعض الأصوات بالدعوة الى ايقاف المهمات المكوكية المستقبلية. ويمكن لمثل هذا الاتجاه أن يحول دون استكمال مختبرات المحطة الفضائية الدولية. ومن يعلم أي فرص تقدم ستضيع اذا ما سلكنا طريقا مليئا بالمخاوف نحو المستقبل؟

ان وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» تسعى الى انجاز خيار اكثر أملا بكثير.

وتقضي خطتنا بحل المشاكل التي أدت الى الخسارة المأساوية لكولومبيا وطاقمها والاستمرار في عمليات المكوك الفضائية ما ان نكون مستعدين للتحليق. وهذا سيمكننا من استكمال بناء مكونات المختبر الرئيسي للولايات المتحدة في المحطة الفضائية الدولية، ومواصلة البحث الحي الذي سيطور التكنولوجيا وعلم الطب والرحلات الفضائية. وتتضمن خطتنا أيضا اقامة جسر الى المستقبل في صيغة جيل جديد من نظام نقل فضائي.

ويعتقد بعض نقاد برنامج المكوك الفضائي أن مدارات المكوك هي، ببساطة، ليست آمنة لطيرانه. غير ان الخبراء في مجلس التحقيق في حادث كولومبيا، وهو مجلس مستقل، يعارضون هذه الفكرة على نحو واضح. وفي شهادة أمام لجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ يوم الثالث من سبتمبر (أيلول) الماضي، قال رئيس المجلس الأدميرال هارولد غيمان «ان المجلس لا يعتقد بأن المكوك الفضائي غير آمن بحد ذاته، ولم نواجه ضغطا للقول انه آمن».

وعلى الرغم من ان انجاز الوصول الى الفضاء مهمة صعبة، أيا كانت وسيلة الوصول، فان الحقائق تتمثل في ان المكوك الفضائي هو، حاليا، الوسيلة الفضائية الموثوقة والمرنة والتي تمكن اعادة استعمالها في العالم اليوم.

وقدم مجلس التحقيق في الحادث 29 توصية لتحسين أمان المكوك، بينها 15 بوصة تفوض بالعودة الى عمليات الطيران. ودعا المجلس الى اقامة نظام مستقل لعمليات التدقيق والموازنة في برنامج المكوك. وفي الوقت الحالي يعمل فريق ناسا بأكمله بدأب على تنفيذ كل توصيات المجلس وجعل حدود الأمان أعلى.

وتعتزم ناسا تجاوز توصيات المجلس عبر اقامة هيئة مستقلة للأمان والقضايا الهندسية في جميع مراكزنا وليس لبرنامج المكوك فحسب.

لقد علمتنا أول 100 عام من الطيران الآلي المدى الذي يمكن أن تحققه البراعة الأميركية. وبمواصلة الاستفادة من القدرات الفريدة للمكوك الفضائي في سياق برنامج فضائي متوازن متطلع الى المستقبل، نرفض التخلي عن التعهد بالاستكشاف والابتكار في القرن المقبل من الطيران.

* المدير المنتدب لناسا

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»